الإعداد النفسي للطفل في المرحلة العمرية المبكرة، يعد حجر الأساس الذي تعتمد عليه عملية بناء شخصيته وتشكيل مساراته وتوجهاته المستقبلية. فالمحافظة على نفسية الطفل وحمايتها من كافة أشكال العنف، وتجنب التعامل الفظ والسيئ معه منذ الصغر، يشكلان أساساً صلباً لتحقيق التوازن العاطفي والاجتماعي في حياته. فمن خلال توفير بيئة داعمة ومليئة بالحب والاحترام بدون أية مقارنات أو تمييز، يتمكن الطفل من اكتشاف ذاته بعمق، واكتساب المهارات التي تعينه على التفاعل الإيجابي مع من حوله. هذا الأساس الراسخ يعزز من قدراته ويمكنه من مواجهة أغلب التحديات، وبناء مستقبل واعد تصنعه الإنجازات وتدعمه ثقة راسخة بالنفس.
في الواقع، من الأمور المهمة التي لابد أن يتمكن منها الطفل ليصبح أكثر سيطرة على عواطفه في أغلب المواقف، والتي تكتسب عادةً من القدوة، هو تكرار أي سلوك أو تصرف إيجابي والذي يجعله جزءاً لا يتجزأ من شخصية الطفل. قد نشعر أحياناً بالغضب أو الحزن أو الفرح لأي سبب كان، لكن من المهم أن نعرف كيفية التحكم بجميع هذه المشاعر في مواقف الحياة المختلفة خصوصاً في حضور وتواجد الأبناء.
كما أن بناء الثقة بالنفس في الأطفال يساعدهم على مواجهة التحديات بشجاعة وثقة، ويمكنهم من تطوير استقلاليتهم وتحملهم للمسؤولية، الذي يحقق التوازن النفسي والاجتماعي في حياتهم. ولكن يتطلب من الكبار التركيز دائماً على نقاط القوة بدلاً من الانتقاد المستمر على أبسط الإخفاقات، والحرص على إشعار الطفل بأن جهوده حتماً مقدرة وهو محبوب ومقبول تماماً كما هو.
وحين لا يصل الطفل إلى المستوى المطلوب في تحصيله الدراسي، يجب أن يؤمن بأن ذلك ليس نهاية الطريق، بل هو فرصة جديدة للتعلم والتميز، فالنجاح يتطلب جهداً أكبر ووقتاً وإصراراً ومحاولات متكررة. ولا شك أن الحياة مليئة بالتحديات، لكننا قادرون وعلى أتم الاستعداد لمواجهتها إذا امتلكنا القوة النفسية والإرادة الصلبة.