النشامى والتلميذ النجيب

نشامى الأردن يحققون انتصاراً غالياً على حامل لقب أستراليا برأسية أنس بني ياسين في أولى مبارياتهم بكأس آسيا، خبر هذا الفوز الباهر ليس مفاجأة إطلاقاً، فما قدّمه المنتخب الأردني في مشاركات قارية سابقة يؤكد أنه لن يكون صيداً سهلاً، ما قدّمه في كأس آسيا 2004 مع الجوهري لا يزال عالقاً في الأذهان، لا سيما عندما اصطدم في ربع النهائي بقرار تغيير المرمى عند ركلات الترجيح، وكان متقدماً على اليابان، وكذلك ما قدّمه في 2011 مع العراقي عدنان حمد عندما بلغ ربع النهائي، ما يؤكد أن نجاحه الآسيوي لا يُعدّ غريباً عليه.

اللاعبون الأردنيون لم يشاركوا في بلادهم ضمن ما يسمى دوري محترفين، ولا يتقاضون عشرات الآلاف من الدنانير رواتب، وليس لديهم عقود احترافية، ولا تشارك أنديتهم في احتكاكات خارجية كثيرة، ولا يُصرف على إعدادهم الملايين، لكن يمتازون عن غيرهم بأن لديهم رغبة في تحدي الذات في المقام الأول، ومن ثم إسعاد الجماهير، التي يعتبرون أن النتائج الإيجابية للنشامى بمنزلة تمثيل مشرف للمملكة الأردنية الهاشمية.

من تابع مباراة أمس، وأولهم مدرب المنتخب الأسترالي غراهام أرنولد، أشار إلى أن ما أوصل النشامى إلى التفوق على أستراليا، هو الروح القتالية والإصرار والتضحية ومعرفة حقيقة واحدة فقط، هي أن المستطيل الأخضر هو الفيصل بين المتبارين، وأن الفروق تذوب وتتلاشى عندما تكون هناك استماتة من اللاعبين لرفع شعار وعلم الوطن عالياً، وهذا ليس سراً كما يصفه البعض، بل إنها السمات التي يجب أن توجد في كل لاعب كرة قدم، فما بالك إذا كان هذا اللاعب يمثل وطنه في محفل كبير ككأس آسيا، لن أقول: درس قدّمه نشامى الأردن، فالدروس كثيرة، أين التلميذ النجيب؟

 

صافرة أخيرة..

في مباراة منتخبنا الافتتاحية لم أجد شيئاً أكتب عنه، فكل ما كان هناك الجمهور وخالد عيسى والنقطة والقادم الذي أتمنى أن يكون مفرحاً.

من يتحدث عن حفل الافتتاح أقول: المقارنة بحفل بطولة 1996 فيه تجنٍّ فادح وجهل فاضح، لأن الحفل آنذاك لم يكن مجرد حفل افتتاح بطولة، بل كان حفلاً لثلاث مناسبات غالية وعزيزة تجمعت في يوم واحد.