حسناً فعل اتحاد الإمارات لكرة القدم، عندما قرر أخيراً، مشاركة كل الأندية المنضوية تحت مظلته، في كأس صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، لتكون مسابقة أغلى الكؤوس متاحة للجميع، وتكون بمثابة عرس كروي، تحصل كل أندية الإمارات، من مصاف المحترفين إلى درجة الهواة، الفرصة للتواجد في هذا الحدث المهم، وفتح مجالات واسعة لتعزيز حظوظها فنياً وإعلامياً وجماهيرياً، في كل الأدوار، وكذلك مادياً، إذا كتب لها التواجد في منصة التتويج.
عودة مشاركة كل الأندية في بطولة أغلى الكؤوس، هو الاختيار الأنساب والقرار الأفضل، فمن المجحف بحق الأندية أن لا يفتح لها الباب للحضور، حتى لو شرفياً، في المحفل الأغلى، أما من يدعي أن مشاركة أندية الهواة ستقلل من المستوى الفني، فعليه أن يرجع للدول الخمس الكبرى عالمياً، في كرة القدم، ويرى كيف أن كل مسابقات الكؤوس بدت وما زالت بحضور فاعل من كل الأندية ومختلف الدرجات هناك.
ففي إنجلترا وفي أقدم بطولة في التاريخ عام 1871 كان المجال مفتوحاً للجميع حتى فرق سعاة البريد، بل وتمكنت بعض فرق الدرجة الثانية من الفوز باللقب مثل نوتس كاونتي عام 1894، ناهيك عن الإثارة والمفاجآت التي لا تتوقف في كل موسم أبطالها أندية الهواة.
وفي فرنسا المجال مفتوح لأكثر من 8000 نادي للمشاركة من مختلف الدرجات، وتواجدت أسماء تمثل الدرجة الثانية والهواة في منصة التتويج مثل نيم عام 1996، ونادي كالايس عام 2000 بحصولهما على المركز الثاني، فيما سجل نادي مونتسو بورغوني نتيجة لافتة بوصوله إلى نصف نهائي عام 2008.
وكذلك الحال بالنسبة لمسابقات الكأس في إيطاليا وإسبانيا وألمانيا، الجميع يحصل على فرصة خوض غمار مسابقة الكأس، وكثيراً ما نجد نتائج ومفاجآت تضيف للمسابقات المتعة والتشويق والإثارة.
صافرة أخيرة..
الكرة الآن في ملعب أندية الدرجة الثانية، فهل ستشهد البطولة مفاجآت، تعيد إلى الأذهان ما حققه عجمان وبني ياس والخليج والإمارات آنذاك، أم أن عصر المفاجآت الكبرى انتهى.