كل توقف بين مرحلة وأخرى من مراحل دوري أدنوك لكرة القدم، له سلبياته وإيجابياته، على كل مكونات منظومة اللعبة الأساسية، أندية ولاعبين وجماهير وطواقم تحكيمية، فبعد التوقف الطويل بسبب مونديال قطر 2022، عادت عجلة المسابقة الرئيسة للدوران من جديد، من خلال جولتين، أسفرت عن تأثر البعض سلبياً وآخرين إيجابياً، لكن في المجمل،بقيت أندية الصدارة تتنافس في ما بينها، دون تغير جذري، باستثناء التعثر الكبير الذي تعرض له الوحدة، بخروجه من مسابقتين، وفقدانه 5 نقاط كاملة في دوري أدنوك، أما في منطقة الوسط والقاع، فالأمور استمرت على ما هي عليه.
التحكيم من جانبه لم يستفد من فترة التوقف، بل على العكس، شهدنا الأخطاء تزداد وتكثر، خاصة في تقنية الفيديو، ففي الجولتين 11 و12، لم نشهد أي تطور في أغلب الأطقم التحكيمية، فالقرارات شابها الكثير من الجدل، فهناك العديد من التدخلات لحكام الساحة، لم يكونوا موفقين فيها، ناهيك عن تدخلات من حكام «الفار»، زادت من تفاقم المشكلات، وليس المساهمة في حلها.
في كل دولة، وفي كل اتحاد كروي، التميز والتفوق والمقارنة تأتي دائماً، في ومن ثلاثة أمور أساسية، هي الدوري القوي، والتحكيم المتميز، والمنتخب البارز، فالدوري القوي بحاجة إلى تحكيم متميز، يفرز منتخباً بارزاً، لذا، على اتحاد الكرة، ولجنة التحكيم، استثمار فترة التوقف المقبلة، لتصحيح الأخطاء، وتعديل مسار أصحاب الصافرات، ورجال غرف «الفار»، لا سيما أننا مقبلون على فترة حساسة، بعد خليجي 25، يشتد فيها الصراع على لقب الدوري، وبقية المسابقات، إضافة إلى معركة الهروب من القاع، وكلها مباريات بحاجة إلى يقظة تامة من الأطقم التحكيمية، ففي تلك الفترة، سيكون الخطأ فادحاً، ويكلف كثيراً.
لنسجل نجاحات مستمرة في دورينا، علينا أن نهتم بكل عناصر المنظومة، وعلى رأسها التحكيم، حتى لا تكثر علامات الاستفهام، وتزداد الملاحظات، ويكثر الجدل، الحرص مطلوب من الجميع، ففقدان لقب أو هبوط فريق، لا نريد أن يكون سببه قراراً تحكيمياً، يكون بمثابة الشماعة.
صافرة أخيرة..
الحكم بشر، ومعرض للخطأ، والقرار يخرج في ثانية، هذه مقولة اقتنعنا بها قبل دخول تقنية «الفار»، ولكن الآن، بات الاقتناع بها صعب المنال...