ليس من المستغرب أن يطلق البعض، في العراق وخارجها، على بطولة كأس الخليج، لقب «أم البطولات»، فقد انتظرها العراقيون تحديداً، أكثر من أربعة عقود، حتى تحط الرحال في ضيافتهم، بعد المرة الأولى عام 1979، التي تأجلت آنذاك أيضاً لمدة عام كامل لإتاحة الفرصة حينها للعراق للتحضير، لكن هذه المرة طالت المدة لأسباب كثيرة لا مجال لذكرها الآن.
في ذلك التاريخ ظهر أسود العراق كمنافسين حقيقيين لنجوم الكويت، واستطاع يومها منتخب «أسود الرافدين» الفوز باللقب الأول في ثاني مشاركاته بالبطولة. سنوات طوال مرت وأجيال جاءت وراءها أجيال، وانتصارات تحققت وانكسارات حدثت، ووجوه اختفت وأخرى سطعت، ما بين الاستضافة الأولى والاستضافة الحالية في «خليجي 25» بالبصرة، تغييرات طالت الساحرة المستديرة وقوانينها الأبدية، قرارات كادت أن تعصف بالبطولة الأهم والكأس الأغلى لكل أبناء الخليج، حتى لو لم يأت الاعتراف بها من قبل «فيفا»، لكنها بقيت وقاومت في أصعب اللحظات، وأعلنتها صراحة مكررة ما قاله الأمير الراحل فيصل بن فهد عندما قال: «كأس الخليج ولدت لتبقى»، وها هي باقية حتى مع اختلاف وجهات النظر وكثرة الراغبين بوأدها.
الاستضافة في حد ذاتها هذه المرة بمدينة البصرة، تحسب للجنة المنظمة للحدث، والتي أصرت على أن يكون العراق هو المحتضن للعرس الخليجي، وأعلنتها بكل قوة منذ اللحظة الأولى مرحباً بأشقائنا وأهلنا ومنتخباتهم السبعة في بلاد الرافدين وبين أهليهم.
نتمنى لـ «خليجي 25» النجاح والتنظيم المتميز والمنافسة القوية بين المنتخبات المشاركة، وأعتقد أنها ستكون نسخة ليست عادية، خصوصاً وأن أجواء المونديال والإبداع في نسخة قطر 2022، ما زالت في الأذهان ولم تبرح الذاكرة، نتمناها بطولة ناجحة للعراق الشقيق في الانطلاقة غداً وطوال أيام البطولة، مع الأمنية الأكبر أن يعود منتخبنا الوطني باللقب الغالي للمرة الثالثة.
أتمنى على لاعبي «الأبيض» تقديم صورة مشرفة، والتحلي بالروح العالية والإصرار على رفع علم الإمارات عالياً، وإعادة صورة خليجي 21 إلى الأذهان. لدينا مجموعة متميزة، تجمع بين الخبرة والشباب، أعتقد لو تم توظيفهم بالصورة الصحيحة، ومن جانبهم، أخرجوا ما لديهم من قدرات، سيحققون الفارق.
صافرة أخيرة..
المباراة الأولى أمام البحرين حامل اللقب هي الأهم، وهي من ستحدد البوصلة، وإن شاء الله سنتجاوزها، وستكون رسالة بأن الأبيض قادر على المنافسة.