لا أبالغ، بل أجزم أن ما يمر به دوري أدنوك للمحترفين، من تحولات وصراع محموم على اللقب، الحالة الأولى وغير المسبوقة في تاريخ كرة القدم الإماراتية، فالواقع والأرقام والحسابات تقول، ونحن ندخل المرحلة العشرين من المسابقة، أن هناك 7 فرق - أي نصف فرق دوري المحترفين - لا تزال في قلب المنافسة، ولها فرصة التتويج باللقب الموسم الحالي.نعم 50 % من فرقنا - حسابياً وعلى الورق - أمامها المجال مفتوح للمنافسة على الدرع، حتى الجولة الأخيرة من المسابقة، فمن شباب الأهلي المتصدر بـ 42 نقطة، حتى عجمان صاحب المركز السابع برصيد 33 نقطة، مروراً بالعين والوصل والوحدة والشارقة والجزيرة، فاصل النقاط بين هذه الفرق يبدأ من نقطة واحدة إلى تسع نقاط، وهذا فارق بكل المقاييس قابل للتعويض والتقليص، في ظل بقاء 7 جولات كاملة.

وهنا تختلف الآراء، بين من يصف ما يحدث بأنه يكشف قوة المنافسة، وبين من يؤكد أن متغيرات هذا الموسم، دليل على تراجع في المستويات الفنية، ومؤشر إلى تساوي عدد كبير من الفرق في مستوياتها السلبية، البعض يؤكدون على أن زيادة عدد اللاعبين المحترفين والمقيمين، سبب تقلص الفروقات، وآخرون يعتقدون أن الخيارات السيئة، من جانب أكثر الأندية، في انتقاء اللاعبين المحترفين والمقيمين، هو ما أدى إلى عدم وجود فروقات أصلاً.

ومن وجهة نظري، أن الجماهير هي المستفيد الأول مما يحدث في الموسم الاستثنائي، فكل مشجع للفرق السبعة، يجد نفسه وفريقه في قلب الحدث التنافسي، وهذا يعطيه دافعية الحضور ومؤازرة فريقه أكثر وأكثر، لا سيما في أسابيع الحسم، فالإثارة حاضرة حتى الرمق الأخير، أما من ناحية المستويات الفنية، فالتقارب بين الفرق - نقطياً - لا يعني حتماً أن الدوري في قوته القصوى فنياً، وهذه مشكلة الأندية والفرق، وليست بالطبع رابطة دوري المحترفين، التي من جانبها قدمت كل التسهيلات والأفكار والمبادرات، ليكون دورينا الرقم واحد في المنطقة، ولكن.

صافرة أخيرة..

نظرة على جدول ترتيب الدوريات الكبرى عالمياً وعربياً وإقليمياً، تؤكد أن موسمنا الكروي استثنائي في الناحية التي تختارها.