إذا قلنا إنها أمسية تاريخية لكأس دبي العالمي للخيول في مضمار ميدان، تحفة الميادين، فهذا ليس شيئاً جديداً، وإذا قلنا إنها الأمسية الأقوى والأكثر متابعة حول العالم، فلن نضيف خبراً غير معلوم، فكل ما يمكن أن يقال في أمسية 2023، قلناه، وقاله العالم في الأمسيات السابقة منذ عام 1996، فكما ذكرت في مناسبات سابقة، أن هذه الفكرة التي انبثقت من رؤية فارس العرب، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ذلك الحين، تحولت إلى حقيقة وواقع ملموس، وباتت الحدث الأبرز في أجندة عشاق الفروسية وسباقات الخيل في المعمورة، لتواصل دبي ودولة الإمارات تميزها، عن أي سباق يقام في المضامير التاريخية في بريطانيا وأمريكا.
وعندما نتحدث عن الجديد، فلا شك أن الجديد في هذه النسخة، هو إقامة الأمسية في شهر رمضان المبارك، للمرة الأولى في تاريخ الحدث، حيث روحانية الشهر الفضيل، زادت كأس دبي العالمي جمالاً ورونقاً وألقاً، وشاهدنا كيف استمتع الجمهور الغفير الذي احتشد في «ميدان»، بجديد الأمسية، حيث سادت الأجواء الرمضانية المكان، وحرصت اللجنة المنظمة على أن يعيش كل الحضور بمختلف جنسياتهم، ويتفاعلون مع أمسية رمضانية، سادت جنبات تحفة المضامير، وكم كان لافتاً الحفل الختامي للأمسية، وفوانيس رمضان تملأ سماء «ميدان»، وجملة «رمضان كريم» باللغتين العربية والإنجليزية، تتزين بالألعاب النارية والليزر، وكأنها تزف للجميع التهاني والتبريكات بالشهر المبارك، ونجاح الأمسية معاً.
ومن الأشياء التي لامست أيضاً قلوب الحضور والمتابعين للأمسية العالمية، فوز «دانيه» لشادويل، بلقب الشوط الرابع «القوز سبرنت»، وتعد اسطبلات ومزارع شادويل للخيول، من أفكار المغفور له بإذن الله، الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، طيب الله ثراه، الغائب الحاضر في أمسية كأس دبي العالمي، وكان صرحاً من صروح الفروسية وسباقات الخيل محلياً وعالمياً، وتفاعلت الجماهير كثيراً مع لحظات الفوز، وفرحة الشيخة حصة بنت حمدان بن راشد آل مكتوم بهذا الانتصار، الذي يؤكد استمرارية شادويل، وتحقيق الانتصارات في مختلف المضامير والميادين.