كم تم التطرق هذا الموسم للحديث عن جماهير ومشجعي الأندية، كم أشاد النقاد والإعلاميون وحتى مواقع التواصل الاجتماعي بالحضور والتفاعل والمبادرات و«التيفو»، وغيرها من الأنشطة التي تقوم بها هذه الجماهير في المدرجات، تحدثنا عن جماهير العين والوصل وشباب الأهلي والوحدة والشارقة والجزيرة وعجمان، كونها كانت الفرق التي تحتل مراكز تنافسية متقدمة في دوري «أدنوك» لكرة القدم، وكونها الفرق التي يتم تسليط الضوء عليها بحكم هذا الصراع على اللقب.
هناك جماهير غاب عنها الحديث، بسبب ابتعاد فرقها عن التنافس، وعدم حضورها على مسرح البطولة بقوة، منها جمهور النصر العريق، الذي ظلمه مستوى العميد هذا الموسم، فخرج عن دائرة الضوء الإعلامي، ولكن إذا ما عدنا إلى الواقع نجد أن جماهير النصر تستحق الإنصاف، وهنا لا أتحدث عن حضورها العددي والكمي في المدرجات، ولكن أتحدث عن حضورها الوجداني المؤثر مع فريقها العميد العتيد، فلو رجعنا بالذاكرة إلى الخلف فإننا نجد أن هناك أندية جماهيرية وتاريخية كبيرة، افتقدت المؤازرة والحضور في المدرجات في الظروف الصعبة، فكم شاهدنا في مواسم عديدة عندما يتراجع مستوى هذه الفرق وتقبع في مراكز متأخرة في جدول الترتيب، يهجرها جمهورها وتكون مدرجاتها خاوية على عكس ما هي عليه عندما تتصدر وتنافس على اللقب.
نجد هذا الموسم جمهور النصر، وفريقهم يمر بأصعب موقف له في تاريخ مشاركاته المحلية، يتكاتف ويحضر بأعداد متزايدة، من مباراة لأخرى، بغية الخروج من المأزق التاريخي، حتى استطاع الفريق الوقوف على أقدامه من جديد، بتحقيقه ثلاثة انتصارات متتالية أبعدته عن كوابيس الهبوط، جماهير النصر ونحن نراها في المدرجات، وهي تضم أعماراً مختلفة، أغلبها لم ترَ الفريق يتوج بلقب الدوري، نعرف معنى الحب المتوارث، والعشق الحقيقي لكيان متجذر في قلوب النصراوية، أباً عن جد، هذه أمور لا يدركها إلا من يؤمن أن الانتماء للنادي أكبر من مجرد بطولات وألقاب، إنه ارتباط وجداني وروحي لا تحدّه خسارة، ولا تغيره مستويات ومركز في جدول الترتيب، فللخسارة جمهور، وللنصر جمهور آخر.