هناك من الشخصيات القيادية من ننتظر ظهورها الإعلامي بفارغ الصبر، كون هذه الشخصيات خلال هذا الظهور لا بد أن تضيف للساحة الكثير من الخبرات المعرفية التي لا تقدر بثمن، ونحن في الساحة الرياضية، ولله الحمد، نحظى بعدد من الشخصيات البارزة، يكون لتصريحاتها على وسائل الإعلام، صدى يجلب الانتباه، ويخطف الأسماع والأبصار. كنا في السابق ننتظر «مجلس الفهيدي» السنوي، الذي كان يتحفنا خلاله المغفور له الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، بأهم النصائح ويجدد فيه حوار الأفكار والرؤى في الشأن الرياضي بمختلف مكوناته، وكم من المرات تنبأ بقضايا قبل حدوثها بسنوات.ويأتي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في صدارة القامات التي إذا تحدثت ينصت لها، بل تقف مشدوهاً أمام خبرات سموه الميدانية التي يتعرف من خلالها على خبايا الرياضة وكرة القدم تحديداً.

في كل مناسبة يتحدث فيها صاحب السمو حاكم الشارقة نخرج بعبر جديدة وخبرات تفيد كل من يرتبط بالمنظومة الرياضية والكروية، من لاعبين وإداريين وحكام ورجال إعلام، لا يمكن إلا أن تستمتع وأنت تصغي لما يقوله، فكونه مارس الرياضة كلاعب كرة القدم، يضع المستطيل الأخضر ومن فيه والمدرجات ومن عليها، نصب عينيه من خلال المشاهدة، فتخرج النصائح من فمه موجهة للجميع، يوجه اللاعب وكيف يتعامل مع زميله في الفريق، أو منافسه في الفريق الآخر، يلتفت للحكم وما يفعله في المباراة، حتى الجماهير تابعها بعينه الثاقبة، وأبدى ملاحظاته لكل الأطراف بعين الخبير الفاهم والناقد البناء.

لقد استمتعنا بحديث «سلطان الحكمة»، كما استمتعنا بنهائي أغلى الكؤوس وأكثر، ففي المباراة شاهدنا التنافس والمتعة والإثارة، ومن حديث سلطان أخذنا «زبدة» الفائدة وخلاصة التجربة، عرّفنا أن الفريقين كانا في قمة العطاء والتكافؤ بجملة واحدة «لو كان بيدي لأعطيت كأسين للشارقة والعين»، وصف تفوق الحكم ونجاحه في إدارة المباراة وإيصالها إلى بر الأمان بعبارة «على حكامنا التعلم منه»، وصف تميز والتزام الجماهير المحتشدة في إستاد محمد بن زايد بوصف عبقري «الجمهور كان رائعاً حفظ لسانه وأرسل دموعه»، لخّص وعرّف لعبة كرة القدم بمنظوره الخاص بجملة «كرة القدم تعلم الناس احترام القانون والأخلاق». هذا غيض من فيض عندما يتحدث سلطان.