من باب ومبدأ الأصعب أحلى خطف شباب الأهلي لقب دوري أدنوك 2023 لكرة القدم، عن جدارة واستحقاق، بعد فوزه الدراماتيكي على مضيفه بني ياس بهدفين لهدف واحد، في الجولة قبل الأخيرة من المسابقة، حيث تمكن شباب الأهلي من حسم الصراع دون انتظار نتيجة المواجهة المتبقية أمام عجمان في الجولة المقبلة، محولاً إياها إلى مباراة احتفالية لاستلام درع البطولة على أرضه وبين جماهيره، التي انتظرت التتويج لأكثر من سبعة مواسم.

لقب له مذاقه الخاص، خصوصاً أنه جاء في موسم صعب، واستثنائي بكل المقاييس، وكما يقال «الشيء الذي يأتي بعد عناء، وفي ظروف صعبة، يكون له وقع مختلف في النفس»، وهذا ما جعل احتفال اللاعبين والجهازين الفني والإداري مع جماهير الفرسان، التي وجدت في الشامخة، صاخباً ومعبراً عن قوة المنافسة، والمشوار الثقيل والشاق حتى الإيقان بأن اللقب صار في اليد، فمن تابع الاحتفالات يعتقد- لوهلة- أنه اللقب الأول وليس الثامن في خزائن النادي.

والحديث عن هذا الانتصار والتتويج الغالي لا بد أن يجرنا للحديث عن عناصر، أسهمت في تحقيق هذا الإنجاز، واستعادة قلعة الفرسان وجودها كونها نادياً مؤسساً لقائمة الأبطال، في كل مسابقات الكرة الإماراتية، فهناك جنود مجهولون وآخرون وضعتهم ظروف مسمياتهم، وطبيعة عملية في الواجهة، فلا أحد يمكن أن يتجاهل دور المدرب البرتغالي جارديم وبصمته في مشوار معانقة الدرع، فبعد بداية غير مرضية للجميع شكلت حاجز شك في مستقبل الفريق استطاع أن يفرض أسلوبه، ويقف على قائمة جيدة من الأسماء، بين مواطنين خبرة، وشباب ومحترفين خارجيين ومقيمين، ويشكل «خلطة» حققت الانتصار تلو الآخر، لا سيما ضد منافسيه المباشرين الكبار.

وضع ثقته بالقائمة الموجودة لديه، رغم أنهم ليسوا الأفضل، على المطلق، في دورينا، وقادهم بفكر كروي ملحوظ في أغلب المواجهات التي خاضوها، وربما تكون سابقة في أبطال دوري المحترفين أن البطل ليس هو الأفضل هجومياً ودفاعياً، ولا يمتلك هدافاً في قائمة الهدافين الأوائل.

صافرة أخيرة

في الموسم الاستثنائي الصعب كل التحية للأبطال: من هم في الملعب، وفي الصورة، ومن هم خلف الكواليس.