عندما تريد الحديث أو الكتابة عن فريق مانشستر سيتي الإنجليزي، وفوزه باللقب الأوروبي الكبير، تحتار من أين تبدأ، فكل ما في هذا الكيان يدفع للتوقف، والتمعن حتى تستوعب كيف تحول إلى ناد، يقارع كبار القارة العجوز، ويعيد كرتها إلى عز شبابها، ولكن الإنصاف وإعطاء كل ذي حق حقه يجعلنا نبدأ مع الانطلاقة الحقيقية لـ«المان سيتي»، وأعني تحديداً التاريخ، الذي آلت فيه ملكية النادي إلى سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، فما بعد عام 2008 يختلف اختلافاً جذرياً عما قبله، فخلال الـ 15 عاماً التالية تحقق للنادي الإنجليزي ما لم يتحقق، خلال 114 عاماً، سبقت تاريخ الملكية الجديدة.
منذ عام 2008، ومانشستر المدينة، وليس النادي فقط، تغير حالها ولونها، فبعد أن كانت تدين بالانتصارات والألقاب والانتماء لنادي مانشستر يونايتد، وللون الأحمر فقط، ظهر هذا الكيان المنافس والند، ليس للمان يونايتد فقط، بل لكل أندية إنجلترا والقارة، منذ أن سطعت الإدارة الإماراتية على النادي، وعلى الكرة الإنجليزية، وخريطة الألقاب والبطولات تتغير وتشهد هيمنة واضحة من القادم الجديد القديم، الجديد روحاً والقديم اسماً.
«البلو مون»، خلال عامين فقط من تولي الإدارة الإماراتية زمام العمل في النادي، وتحديداً في عام 2010 توج بأول ألقابه الإنجليزية، بعد غياب عن المنصات دام أكثر من 35 عاماً، عندما انتزع كأس الاتحاد الإنجليزي، ومن هذه الانطلاق التفتت أعناق وتوجهت أنظار عشاق كرة القدم ومراقبيها، داخلياً وخارجياً، إلى نادي مانشستر سيتي وملاكه الجدد، فالجميع أدرك أن ما تحقق هو انطلاقة ليست للفوز بمجرد كأس أو ألقاب شرفية، بل أكبر من ذلك بكثير.
وبالفعل هذا ما تحقق، فالجميع شاهد كيف تكررت الانتصارات، وكيف تغيرت موازين القوى، وكيف بات كل حضور لـ «القمر السماوي» هو بمثابة تحد جديد، أصبح بطل إنجلترا الأول، وبات المرشح الأول، والأبرز لكل الاستحقاقات، ضرب بقوة محلياً حتى تساقطت أمامه كل الأرقام، وكان قارياً مرعباً للفرق الكبيرة والعريقة، حتى توج بلقبه القاري الأول، الذي حتماً لن يكون وحيداً.