الإمارات دائماً أقوى، بقيادة محمد بن زايد ورؤية وتوجيهات محمد بن راشد، ليس فقط لأنها كانت الأسرع في تجاوز آثار الجائحة الأصعب في تاريخ البشرية، والأكثر توازناً في تعاملها مع الجائحة بين صحة الإنسان ومصالحه الاقتصادية، وليست الأقوى كذلك لما حققته من قفزات كبيرة في تنافسيتها العالمية على المؤشرات التنموية، بل أيضاً لأنها لا تتوقف عن الإنجاز والمضي بعزم بأكبر بإقرار تشريعات جديدة واقتحام مجالات ريادية غير مسبوقة.
هذا ما أكده بالفعل لا بالقول، مجلس الوزراء برئاسة محمد بن راشد في أول اجتماعاته للموسم الجديد، حيث دعم المنظومة الاقتصادية المتفوقة في الإمارات بقانون جديد للشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص، لخلق مزيد من الفرص وتشجيع القطاع الخاص على الدخول في المشاريع التنموية والاقتصادية والاجتماعية وتطوير شراكات تؤدي لتحسين جودة الخدمات العامة، كما اعتمد الترخيص المؤقت لأول طائرة شحن في المنطقة تعمل بالطاقة الكهربائية النظيفة بالكامل وبدون أية انبعاثات، وهي خطوة مهمة ستسهم في تغيير مستقبل قطاع الشحن مستقبلاً وتأثيراته البيئية.
وإذا عدنا للأرقام فإنها تلفت إلى تفوق مبهر للإمارات التي وصفها محمد بن راشد، بحق أنها نموذج واستثناء عالمي في سرعة وقوة النمو بعد الجائحة، فمؤشرات الدولة التنموية حققت المركز الأول عالمياً في 156 مؤشراً مقارنة بـ121 مؤشراً قبل الجائحة، وحققت المراكز الخمسة الأولى في 288 مؤشراً مقارنة بـ189 مؤشراً في العام 2020، وجاءت ضمن المراكز العشرة الأولى عالمياً في 432 مؤشراً مقارنة بـ314 قبل الجائحة، واللافت كذلك ضمن هذه الأرقام أن الإمارات تصدرت أهم المؤشرات ومن ضمنها جذب المواهب والبنية التحتية ومرونة القوانين والقدرة على التكيف.
أما المؤشرات الاقتصادية فهي مصدر قوة بالغة، وبرهان واضح على مدى قدرة الإمارات على تنفيذ خططها واستراتيجياتها بنجاح كبير، حيث قفزت التجارة الخارجية للدولة في الشهور الـ6 الأولى من العام الحالي إلى أكثر من تريليون درهم مقارنة بـ840 مليار درهم قبل الجائحة، ونموها الاقتصادي تجاوز نسبة 22% خلال العام الجاري، كما قدم القطاع السياحي بشائر مهمة لانتعاش قوي بعد أن تجاوزت إيراداته 19 مليار درهم خلال النصف الأول.
الاستثناء والنموذج اللذان ترسخهما الإمارات لمكانتها العالمية، يأتيان في وقت لا تزال فيه غالبية الدول تعاني من الآثار السلبية للجائحة، ولا تزال التجارة العالمية لم تستعد نموها بعد، لتؤكد الإمارات أنها تمضي بقوة في مسارها الإيجابي المعاكس للتيار العالمي، ولتبشر بأن تنميتها وازدهارها ومستقبلها أفضل وأجمل وأقوى.