«حركة الناس بعيداً عنك أو باتجاهك هو التصويت الأكبر والأصدق على نجاح تجربتك».. رسالة بدلالات عميقة يبعث بها محمد بن راشد لجميع الحكومات، فهي تنطلق أولاً من شهادة راسخة، تأتي للعام الحادي عشر على التوالي باختيار الشباب العربي لدولة الإمارات بلداً يرنو للعيش فيه، ويريد لبلدانه أن تقتدي به، متفوقة بذلك على دول متقدمة، وثانياً تستند هذه الرسالة إلى نموذج الدولة التي قهرت المستحيل بإنجازات لم يحلم بها الآخرون.
في وقت يتزايد فيه التفكير الجدي للشباب العربي بالهجرة من بلدانهم، وفق ما أظهره استطلاع أصداء «بي سي دبليو» الرابع عشر، حيث وصلت نسبة هؤلاء إلى 45 % من المشاركين، نجد تنامياً واضحاً في شعبية الإمارات، لتصل إلى أعلى مستوياتها، منذ بدء الاستطلاع في 2012، وهذا يعكس بقوة العامل الأساس، الذي أضاء عليه محمد بن راشد بإشارته إلى أن أكثر من نصف الشباب العربي يرون أن اقتصاد بلدانهم لا يسير في الاتجاه الصحيح، ومشدداً سموه على أن «الاقتصاد قبل كل شيء، وهو كل شيء».
لو نظرنا إلى أهم عوامل الجذب التي ترفع باستمرار من شعبية الإمارات، ففي مقدمتها إلى جانب القيادة الحكيمة للبلاد يأتي اقتصادها المتنامي، وسهولة بدء الأعمال فيها، وحزم الرواتب المجزية والمجموعة الواسعة، التي توفرها من فرص العمل، وهي جميعها عوامل اقتصادية، عززتها قيادة الدولة بتنمية مستدامة، عبر إدراكها بعيد المدى، وإرادتها السياسية القوية، التي جعلت بناء اقتصاد بأعمدة صلبة وقطاعات مولدة للفرص أولوية قصوى.
ما وصل إليه اقتصاد الدولة اليوم يعطي أفضلية كبرى لنموذجها التنموي الاستثنائي، سواء على مستوى المنطقة أو العالم، فقد كانت استثناء عالمياً في كل الظروف وأوقات الأزمات، لقدرتها الفائقة في التعامل معها بكفاءة عالية وإدارة حكيمة، ولاستثمار قيادتها المبكر في ترسيخ أسس اقتصادية متينة، تقتنص الفرص من المتغيرات بدل أن تتأثر بها سلباً.
هذه العوامل إذا ما أضيفت إلى عوامل مهمة أخرى أسهمت في شعبية الإمارات المتنامية مثل بيئتها الآمنة، واحترامها للتقاليد الثقافية في المنطقة، وجودة نظامها التعليمي، جعلت من الدولة تتفوق في تفضيل الشباب العربي على دول متقدمة كالولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وكندا وألمانيا، وهو ما يعد بحد ذاته إنجازاً كبيراً وملهماً بقدرة عالمنا العربي على صناعة نموذجه النهضوي، الذي يمكنه منح الأمل للشباب، وتمكينهم، وفتح أبواب المستقبل والطموح أمامهم لبناء أوطانهم.
شعبية دولة اللامستحيل، ونموذجها التنموي المتفوق، لن يقفا عند هذا الحد، فما زلنا على أعتاب مرحلة تنموية جديدة، تبشر بقفزات أكبر وأعظم، وتبعث برسالة مهمة لشبابنا العربي بأننا جميعاً نستطيع.