تثبت دبي بجدارة أنها القلب النابض عالمياً لابتكارات المستقبل وتحولاته الجذرية، وأنها المركز الأهم للمجتمعات الإبداعية المتنامية، فاستضافة العالم في ملتقى دبي للميتافيرس، الذي انطلق، أمس، بحضور حمدان بن محمد، ومشاركة مميزة حجماً ونوعاً من خبراء المجال والشركات العاملة فيه وكذلك المهتمين، يؤكد أن دبي تقود اليوم خيال العالم الإبداعي وجهوده، لتصميم رؤى متكاملة، لتوظيف تكنولوجيا المستقبل في شتى مجالات العمل والحياة.
دبي، على الدوام، سباقة في رؤيتها، وتبنيها للتطورات المهمة في صناعة المستقبل، وهي تدرك أن الميتافيرس سيكون صاحب دور فاعل في تصميم مستقبل التكنولوجيا الرقمية، لذلك كانت أول من يمتلك زمام المبادرة عالمياً إلى تهيئة كل الظروف، لتفوز بقصب الريادة في تبني تقنياته، خصوصاً مع ما لهذا المجال من تأثير مستقبلي كبير على كل قطاعات الاقتصاد، وهو ما يؤكده حمدان بن محمد في قوله: «ستبقى دبي في ريادة مدن العالم في مجال اختبار وتطوير تقنيات المستقبل، وتوظيفها في تصميم الاقتصاد الرقمي واقتصاد المستقبل».
قطعت الإمارة شوطاً مهماً عبر إقرار «استراتيجية دبي للميتافيرس» في يوليو الماضي، ووضعها موضع التنفيذ، لإضافة 4 مليارات دولار إلى الناتج المحلي الإجمالي للإمارة، وخلق 40 ألف وظيفة افتراضية، بحلول العام 2030، إضافة إلى مضاعفة أعداد الشركات العاملة في مجالات البلوك تشين، وتكنولوجيا الميتافيرس 5 مرات، وهي اليوم باستثمارها المتواصل في أحدث التطورات التكنولوجية، وبنائها مزيداً من الشراكات مع عمالقة التكنولوجية، تبرهن على أنها في الموقع الأمثل لريادة وقيادة مستقبل الميتافيرس واقتصاده عالمياً.
أهداف دبي كبيرة في هذا المجال، وهي تستند إلى ركائز صلبة، تؤهلها لتحقيق نجاحات استثنائية في ذلك، خصوصاً أنها أسست بالفعل بنية تحتية تكنولوجية متطورة، تعد الأفضل في العالم، وتحولت إلى منصة، تحوز ثقة جميع الأطراف واللاعبين الدوليين في مجالات التكنولوجيا، وهي بذلك قادرة على أن تصبح مركزاً محورياً لمجتمع اقتصاد الميتافيرس العالمي، وأن تجتذب الاستثمارات في توظيفه لتطوير مختلف القطاعات الاقتصادية والحياتية، وأن تكون قبلة أولى، وجامعة للخبرات والكفاءات والعقول العالمية، لاستشراف مستقبل هذه القطاعات.
العالم ينطلق من دبي اليوم لابتكار حلول، تمضي بمجتمعاته نحو بناء مستقبل أفضل للجميع، بالاستفادة من التكنولوجيا والابتكار والإبداع، ويضع عبر ملتقى الميتافيرس رؤية متكاملة، لتوظيف هذه التكنولوجيا في تعزيز فرص الاقتصاد والتنمية، مستفيداً من البنية التحتية القوية في دبي وتشريعاتها، وبيئة أعمالها المحفزة، ورؤيتها القادرة على فتح مسارات جديدة لكل التطورات العالمية، والتي جعلت منها مرجعاً مهماً في كل هذه المجالات.