يقود فكر محمد بن راشد الاستراتيجي وإرادته الحضارية القوية، اليوم، أكبر حراك تاريخي، للنهوض بالعرب علمياً ومعرفياً، واستعادة دورهم الحضاري، عبر مبادرات كبرى بنتائج مبهرة، تتوجها مبادرة «نوابغ العرب» غير المسبوقة، والتي لا تقل بما تهدف إليه، عن أن تكون «نوبل العرب»، في قوة عزمها على صناعة جيل من العقول والعلماء والمفكرين، وبناء نخبة فاعلة معرفياً وعلمياً وإبداعياً، وتأسيس منظومة متكاملة، لتبنيها ودعمها، وتفعيل دورها ومساهماتها.

خطوات فعلية بدأتها المبادرة، أمس، بإعلان تكريم النوابغ عن كل فئة من فئات المبادرة الست بجائزة محمد بن راشد للنوابغ العرب، بقيمة مليون درهم عن كل فئة، وتوقيعها شراكات عالمية مع عمالقة الإبداع الرقمي، ومنصات المواهب، وتحديدها المجالات الحيوية، التي ستختص بها، والتي تشمل العلوم الطبيعية، والطب، والأدب والفنون، والاقتصاد، والهندسة والتكنولوجيا، والعمارة والتصميم، وهي انطلاقة ترقى، بحجمها ونوعها، لتؤكد قدرتها على صناعة تاريخ عربي جديد،عبر إحداث فارق عظيم لصالح ردم الفجوة المعرفية والعلمية.

رهان محمد بن راشد أعلنه مبكراً بعزم وإصرار، فهو يؤمن إيماناً كاملاً بأن العلم والعلماء وأصحاب الأفكار وحدهم القادرون على تغيير واقعنا العربي نحو الأفضل، وشدد وقت إطلاقه المبادرة على أن «استئناف الحضارة يبدأ من البحث عن صناعها الحقيقيين.. والأمة التي تقدر علماءها ونوابغها ومفكريها وتمكن صناع الحضارة فيها في طريقها الصحيح للسيادة والريادة والتفوق في المستقبل»، وهذه هي الغاية التي لا تفوقها في نبلها غاية لقائد يدرك أهمية التحرك، والتغيير والتطوير، فيعمل ويبادر ويثابر لوضع الأمة بكل أجيالها على قمم التفوق الحضاري.

المبادرة التي تؤسس لمنظومة مستدامة لاستكشاف النوابغ في العالم العربي، والإشراف عليهم تقوم على خطة متكاملة ومدروسة لتعظيم أثرها، فهي لا تكتفي بالتكريم، وإنما يمتد دورها إلى رعاية النوابغ في أبحاثهم ومختبراتهم، وتطوير قدراتهم وأفكارهم، وربطهم مع أكبر الشركات العالمية، وخلق تأثير إيجابي عميق لعلومهم ومعارفهم في المجتمعات، عبر دعم مشاركتهم في البرامج التنموية في الإمارات، وعلى مستوى العالم العربي ككل، كما أنها تهدف إلى بناء شبكة من العقول للعمل كفريق عربي واحد، وتحقيق النهضة العلمية القادرة على تعزيز وتسريع نمو اقتصاد المعرفة عربياً.

نعم، بكل هذه الأهداف والآثار والحراك التاريخي، الذي تصنعه «نوابغ العرب»، نستطيع أن نقول بحق إنها ستكون «نوبل العرب» وأكثر، فهي إعلان حرب على التراجع الحضاري والفجوة المعرفية وهجرة العقول، وحافز عظيم على تحول كبير في التاريخ العربي، ينطلق بعزم قائد، أثبت مراراً وتكراراً أننا قادرون، وقهر المستحيل، وحلق بالعرب إلى أبعد نقطة يصلها الإنسان في الفضاء.