عندما تؤكد دبي أنها تركت الجائحة خلفها، وأنها عادت للانشغال بفتح مسارات جديدة للنمو، فإنه لا دليل يصادق على حقيقة ذلك أكثر من الأرقام، واللافت في هذه الأرقام أنها لا تخص قطاعاً دون الآخر، فإذا نظرنا إلى مختلف القطاعات الحيوية والرئيسية في اقتصاد دبي فسنجد أنها تواصل قوة نموها بمعدلات قياسية لا تضاهى عالمياً.
يتصدر قطاع السياحة والسفر والضيافة هذه القطاعات، بنمو استثنائي ومتسارع، وهو القطاع الذي يترك تأثيراً بالغاً على باقي القطاعات، التي تتبادل هي الأخرى في ما بينها محركات النمو، فأن يسجل عدد السياح الدوليين إلى دبي أول 8 أشهر من العام الحالي نمواً بنسبة 182 % إلى 9.12 ملايين سائح مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، فهذا يعني بوضوح أن دبي تنطلق مجدداً بمؤشراتها الاقتصادية نحو مستويات تفوق كل التوقعات، وتعاكس التيار العالمي الراهن.
القطاع العقاري هو أيضاً بحيويته وفرادته، وما يحمله من عوامل جذب، لا يزال يسجل أرقاماً قياسية في مبيعاته وقيمة صفقاته، وخصوصاً في العقارات الفاخرة، التي يؤشر نشاطها الملحوظ على أن دبي تحافظ بثبات على مكانتها وجهة للأثرياء، وكبار المستثمرين، لما توفره من حياة بأعلى مستويات الرفاهية، وبيئة آمنة للاستثمار وتنمية الأعمال، في ظل الظروف العالمية الراهنة.
وأكثر من ذلك فإن دبي استطاعت بنجاح كبير في الآونة الأخيرة خلق الكثير من الفرص الاستثمارية الجاذبة، بخطط واستراتيجيات مدروسة، ورؤية واضحة لمضاعفة حجم اقتصادها، وهذا ما تعكسه النجاحات المتواصلة للخطط المتكاملة والشاملة، لتطوير الأسواق المالية والبورصات في الإمارة، والتي شهدت حتى الآن إدراج 4 شركات من 10 شركات حكومية، وشبه حكومية من المزمع إدراجها، وشهدت الإدراجات جميعها حجم طلب فاق الاكتتاب بعشرات المرات.
عندما تتحدث أرقام سوق دبي المالي عن 39.2 ألف حساب جديد للمستثمرين، خلال 9 أشهر، فهذا يؤكد أن دبي ماضية بإنجاز مبهر في تنفيذ رؤيتها، كما تريد لها أن تكون، خصوصاً أن فتح هذه الفرص الاقتصادية الجديدة أمام المستثمرين، هو ما يعزز الثقة الراسخة بدبي واقتصادها، ويأتي بالمستثمرين الدوليين من كل أرجاء المعمورة، ليشاركوا في بناء اقتصاد دبي القيادي، والأكثر تأثيراً عالمياً.
بوصلة العالم اليوم تتجه إلى دبي، في السفر والسياحة والأعمال والاستثمار، لأن دبي أثبتت بجدارة أنها الأقدر على صناعة الفرص ومضاعفة النمو، واحتضان النجاحات واستدامة الاقتصاد، برؤية قيادتها وكفاءة إدارتها وبيئتها المتفوقة.