كل من شاهد فيديو القبض على الإماراتي «أحمد» الذي كان يرتدي الكندورة من قبل شرطة أوهايو الأميركية إثر بلاغ كاذب بانتمائه لـ «داعش»، ساءه ما رأى وشعر بإهانة لتعرض المواطن لكل هذا؛ لأنه يرتدي زيه الوطني ويتحدث في الهاتف باللغة العربية.

موقف لن يمر مرور الكرام وستعمل السلطات الدبلوماسية على معرفة تداعيات ما حدث للمواطن الذي كان في رحلة علاج إلى أميركا من مرض القلب ويقيم في أحد فنادقها.

أكثر من دعوة المواطنين المسافرين خارج الدولة لعدم ارتداء الزي الرسمي كإجراء احترازي، لا بد من اتخاذ تدابير تمنع تكرار ما حدث، خاصة وقد حان وقت سفر المواطنين إلى أنحاء العالم شرقاً وغرباً.

فهل يكون اللباس مبرراً لأن يتعرض الإنسان لموقف عصيب بمعنى الكلمة كما تعرض له المواطن لمجرد اتصال مبني على تكهّن من إحدى العاملات في الفندق بخدمة الطوارئ، ليتم تقييده بصورة مهينة، وهو رجل ينتمي لشعب مسالم تحتضن دولته ملايين البشر من 206 جنسيات يتحدثون بلغاتهم ويمارسون معتقداتهم ومذاهبهم ويرتدون ملابسهم التقليدية أو العصرية ويعيشون في حرية تامة ومساواة وعدالة، بما يتناغم مع ما تؤمن به الإمارات من قيم التسامح التي هي نهج شعبها!

فهل ارتياب عاملة فندق في لباس الشخص سبب كافٍ لكل ما حصل؟

لكل دولة الحق في حفظ أمنها واستقرارها، خاصة والعالم يشهد الكثير من الإرهاب في كل أرجائه، وأمن أي دولة هو خط أحمر بلا شك ممنوع الاقتراب منه. لكن هناك فرق بين الإرهاب وريبة عاملة فندق، سواء من باب الفزع الذي يعيشونه أو عن جهل، فيرون في الكندورة والعربية لغة للإرهاب تستحق مواجهة الشرطة القاسية لرجل أعزل يتعرض لأشد ما يمكن تصوره.