من الذي يصب الزيت على نيران العنصرية المقيتة في المجتمع الأميركي؟ خلال أقل من ثلاثة أيام قتل اثنان من المدنيين السود بدم بارد برصاص رجال الشرطة البيض في «لويزيانا» و«مينيسوتا».. ثم توالت الأحداث وخرجت تظاهرات ضخمة في أكثر من ولاية أميركية لعل أخطرها ما حدث في مدينة «دالاس» بولاية تكساس، حيث وقع تبادل لإطلاق النار وقتل السود 5 من ضباط الشرطة البيض!

أعمال العنف مستمرة، حيث بلغ عدد الجرحى حوالي 15 شخصاً، ومنعت السلطات الأميركية الطيران فوق دالاس، واختصر الرئيس باراك أوباما زيارته إلى أوروبا للتوجه اليوم الأحد إلى دالاس، حيث قتل رجال الشرطة الخمسة برصاص قناص، فيما تظاهر الآلاف في مدن أميركية عديدة احتجاجاً على قتل الشرطة لرجلين سوداويين، ردد المتظاهرون خلالها هتافات ولوحوا بلافتات تطالب بالعدالة ولا لعنصرية الشرطة، بيد أن الخوف الأكبر هو من انتقال الصراع إلى كبرى المدن الأميركية ذات الأغلبية من السود مثل «سان فرانسيسكو» و«فيلادلفيا» و«شيكاغو» و«اوهايو»!!

وعودة إلى السؤال السابق: من الذي يشعل نار العنصرية في المجتمع الأميركي؟ نرى أن المرشح الجمهوري دونالد ترامب هو الذي بدأ بالنفخ في هذه المنطقة الخطرة عندما بدأ حملته بالهجوم العنصري المقيت على العرب والمسلمين، متناسياً "أن من بيته من زجاج لا يرمي الناس بالحجر)، لكنه فعل ولعب في كثير من الأوقات على الوتر العنصري وحقق تقدماً سياسياً من خلال التركيز على نظريات مؤامرات وهمية، وجعل ترحيل المهاجرين المكسيكيين غير الشرعيين إحدى ركائز حملته للرئاسة، ودعا إلى حظر مؤقت لدخول المسلمين إلى الأراضي الأميركية.

وعندما دخل ترامب في منطقة السود والبيض في أميركا، لم يدرك بجهله أنه اجتاز كل الخطوط الحمراء، وضرب على الوتر الحساس فاشتعلت العنصرية التي لا يمكن التكهن بنهايتها، ولو استمر صراع البيض والسود كما هو عليه اليوم في دالاس فإنه لا شك أن ترامب سيخسر الانتخابات الرئاسية لا محالة لأنه سيخسر معظم إن لم تكن كل أصوات السود ومن يتعاطف معهم، علاوة على ذلك سيخسر واحدة من أكبر الولايات الأميركية التي تقع فيها مدينة دالاس وهي (ولاية تكساس) التي تملك 38 صوتاً بالمجمع الانتخابي والتي تعتبر مضمونة وفي جيب ترامب كونها ولاية جمهورية.

فهل ينقلب سحر العنصرية على ساحر السياسة الأميركية دونالد ترامب؟