بدأ موسم السياحة والسفر إلى الخارج، وقد أعدت الأسر وغيرها ممن يحبذون السفر في جماعات عدتهم لقضاء إجازة الصيف خارج البلاد، فلم تعد الدول كما كانت، كما لم تعد الأوضاع الأمنية في معظمها مستقرة، تضطر إزاءها السلطات الأمنية هناك، وحفاظاً على أمنها، لأن تقوم بأعمال وممارسات تضايق السائح وتفسد على الفرد سفره.

وسواء أولئك الذين اعتادوا السفر إلى دولة بعينها يعرفونها ويعرفون كل شيء فيها، أو أولئك الذين يحبون التغيير من دول في أوروبا الشرقية أو شرق آسيا، إذ لم تعد الدول العربية ضمن أولويات السفر إلا قليلاً، فمن المهم جداً ألا تقتصر العدة والاستعداد على مقتضيات السفر من تأشيرة وتذاكر وحجز وفنادق ونفقات السفر فحسب، بل لا بد من معرفة كل شيء عن الدولة التي ينوي قضاء عطلته فيها ومن ثم التقيد بالتعليمات والإرشادات، سواء تلك الصادرة من السلطات في تلك الدول، أو التي تعلنها وزارة الخارجية على موقعها أو عبر الصحف المحلية، خاصة وأن المسافر يتلقى مباشرة رسالة ترحيبية من سفارة الدولة هناك على هاتفه المحمول بها أرقام التواصل مع أعضاء السفارة عند الحاجة.

في السفر نسمع عن مسافرين يخططون لسفر ممتع وآمن، هؤلاء يخططون ويعدون العدة لإسعاد أنفسهم، والاستمتاع بكل لحظة في السفر، بدءاً من اختيار الوجهة ووضع خطة شاملة للسياحة والالتزام بقوانين تلك الدول ونظامها، أكثر من ذلك يذوبون في تلك المجتمعات من حيث اللباس الذي يرتدونه وتصرفاتهم، فيبدون كأنهم سياح أجانب دون أن يتمكن أحد من تحديد هويتهم أو معرفة بلدهم، فيتجنبون بذلك المصائد والكمائن التي يعدها البعض للإيقاع بسياح من دول نفطية.

وتلاحظ أيضاً أسراً وكأنها لم تغادر البلاد، أو غادرتها وحملت معها أدق تفاصيل حياتها اليومية من ملبس بمظاهره المبالغ فيها، ونمط الحياة التي لا تتسق مع السياحة في الخارج، فتحيا البذخ بكل أوجهه، وتمارس أنماطاً تفتح عليهم الأعين، ويصبحون مثار حسد وحقد الآخرين، فيصبحون غنائم سهلة للمجرمين وأصحاب السوابق والمتربصين بالسياح الخليجيين أكثر من غيرهم.

الرهان في موسم السفر والسياحة ما يتمتع به السائح من وعي بما حوله وثقافة تمنحه إجازة سعيدة أو إهمالاً واستهتاراً بكل شيء واستسهالاً يدفع ثمنه غالياً.