بغض النظر عن الأسباب التي أدت إلى احتدام الشجار بين الزوجين، وخلصت إلى رفع السلاح من قبل الزوج على زوجته فأرداها قتيلة، يقف المرء متسائلاً عما يجعل السلاح أسلوباً للتعامل بين الناس وخاصة الزوجين، تغيب لغة الحوار فيما بينهما، ويحل محلها الرصاص الذي يعرف مداه متى ما انطلق من السلاح.

حادثة مقتل إحدى الزوجات على يدي زوجها، لا شك أنها أثرت في كل من سمع بها، واستنكرها كل عاقل مهما كانت الأسباب التي أدت إلى حدوثها، لأنها غريبة لا نقول على مجتمعنا، بل على أي بيت يضم زوجين وأبناء بغض النظر عن مكان وقوعها والعوامل التي تقف وراءها.

لحظة جنون وغياب العقل تنهي حياة زوجة شابة، وزوج يزج به في السجن، سلْم نفسه إلى السلطات الأمنية بعد أن أقدم على جريمته، وأبناء يعلم الله مصيرهم، وكأننا أمام شريط سينمائي، كل ما فيه من وحي خيال مؤلف القصة ومخرج الفيلم، ولا يمت إلى واقع نعيشه في مجتمع مسالم بصلة.

لا شك أن مرد وقوع مثل هذه الحوادث المؤسفة، غياب لغة الحوار بين الزوجين، وإن تحدثا فلا شيء سوى الصراخ والصوت لا يسمع كل منهما سوى صوته الذي لا يؤدي إلى نتيجة.

نعم هي حالة تصرف فردي بدر من أحدهم، لكن يبقى وقعها كبيراً ومؤثراً على المحيطين بها، بل وعلى المجتمع بأسره وهو ينشد التماسك بين أفراد أسره، أسرة متماسكة تعني بالضرورة مجتمعاً قوياً.

مشهد يستحق أن يقف المجتمع بمختلف مؤسساته في وجهه، ويتصدى له منعاً لتصدع قيم يحرص عليها، وثوابت تبدو راسخة حتى تتمكن من الصمود في وجه رياح عاتية تهب من هنا وهناك تعصف بكل شيء، وتأخذ في طريقها كل ما يحيط بها.

الأسرة بكل أفرادها من زوجين وأبناء هم أساس وعماد أي مجتمع، في تماسكها – كما قلت – قوة المجتمع الذي نريد له أن يبقى كما كان، حين كان بسيطاً بكل مفرداته وتفاصيله، تعقدت الحياة فيه فلا نريد لهذا التعقيد أن ينال من جمال وروعة ما كان فيه.