في توجه وزارة التربية والتعليم نحو تنمية اللغة الإنجليزية لدى الطلبة، فإنها عمدت إلى تطوير مناهجها بالتعاون مع جامعات عريقة للارتقاء بمستوى اللغة عندهم وتمكينهم من تحقيق معدلات عالية في الامتحانات المقررة قبيل التحاقهم بالجامعات الوطنية أو في الخارج.

يتبع ذلك استقطاب الطلبة العرب المتميزين المقيمين في الدولة ممن تخرجوا من الجامعات الوطنية لتدريس تلك المناهج لطلبتها باعتبار هؤلاء أفضل بكثير من جلب معلمين من دول عربية تعاني المشكلة ذاتها في صعوبة تعلم أبنائها اللغة الإنجليزية.

ولا شك أن هذا يعد توجهاً سليماً إلى حد كبير؛ فمعظم هؤلاء حصيلتهم اللغوية قوية، وبالتالي يكونون خير من يتمكن من تعليم الطلبة اللغة الإنجليزية بعيداً عن الأسلوب التقليدي النمطي، بما يتوافق مع الحاجة العامة سواء للجامعات أو متطلبات سوق العمل، وكذلك ترغيبهم في تعلم اللغة الإنجليزية بما يتفق مع الجو العام.

والحق، ومن وجهة نظر شخصية، أرى أنه لا بد من الاعتماد على أبناء العرب المقيمين بيننا، وكثيرون منهم من مواليد الدولة ويدينون لها بالحب والولاء، ولا بد أن تكون لهم الأولوية في منحهم فرص العمل وفتح أبواب العمل في السوق الإماراتي بعد المواطنين وقبل غيرهم من الذين يفدون إلى البلاد.

هؤلاء، سواء من هم من مواليد الدولة أو جاء إليها صغيراً، كبر هنا وشب وتعلم في مدارس الدولة ومؤسسات التعليم العالي فيها، نهل من تراب الوطن حباً وإخلاصاً، وترعرعوا على هذه الأرض، وتمنح الدولة المتميزين منهم فرصاً تعليمية في جامعاتها، وآخرون يغادرون لاستكمال تعليمهم الجامعي في أوطانهم أو غيرها ولا يلبثون أن يعودوا بشوق أملاً في نيل فرصة عمل في بلد أحبوه ولا يرغبون في مغادرته.

شباب من الجنسين، لا شك أنهم بما تعلموه وما عايشوه يعرفون أكثر عن ثقافة المجتمع الإماراتي وأهله، ومحافظون أكثر من غيرهم على عاداتهم وتقاليدهم ومبادئ وقيم تحكمهم.

بقي أن نقول، وقد أعلنت «التربية» عن خططها وبرامجها للسنة الدراسية الجديدة، لا بد أن تروج لها ليس في الميدان التربوي فحسب، بل في المجتمع في لقاء مباشر، بحيث يجيب المسؤولون عن تساؤلات الطلبة وذويهم حول ما طرحت، وتوضح لهم ما خفي عليهم حتى يكونوا العون والسند لها في كل جديد يتطلب تعاون الجميع.