حين كنا صغاراً في المدارس الابتدائية وحتى الثانوية كان للمقصف المدرسي مذاق خاص، على الرغم من أنه لم يكن يحفل إلا بسندويتشات الفلافل والمرطبات الغازية وقليل من حلويات زمن الطيبين، تقوم عليها نساء من الوطن.

كما كنّ مسؤولات عن نظافة المدرسة بفصولها وممراتها ومرافقها المختلفة، أكثر من ذلك كنّ بمثابة أمهات للطالبات فلا تتردد الواحدة منهن في توبيخ الطالبة إن أخطأت ودفعها لحضور الحصة إن تسربت وانزوت في زاوية بعيدة عن أعين المشرفات والأخصائيات الاجتماعيات.

وبمرور الوقت قل ذلك الظهور ثم اختفت النساء الإماراتيات العاملات في المدارس، وحلت محلهن العاملات الآسيويات وقد عهدت نظافة المدارس إلى شركات النظافة، فغابت أدوار جميلة من مدارسنا كانت تؤديها تلك العاملات.

بالأمس قرأنا خبر إعلان مواصلات الإمارات تخصيصها 1886 مشرفة مواطنة للإشراف على بيع الوجبات الغذائية في المقاصف التابعة للمدارس الحكومية في مختلف مناطق الدولة بأسعار رمزية ومدعومة لا يزيد سعر الماء واللبن على 50 فلساً والسندويتشات والعصائر بدرهم واحد، بالتعاون مع مؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية التي تعكف منذ سنوات على مشروع المقصف المدرسي.

كوادر وطنية من المشرفات تعمل في أكثر من 58- مدرسة حكومية، خضعن قبل ذلك لبرامج ودورات تدريبية تتعلق بشروط السلامة الغذائية، والمحاسبة الأولية والتوعية الوظيفية وتعريفهن بالإرشادات التي تضمن صحة الوجبات والمنتجات المباعة في المقصف.

مبادرة جميلة تثري المقصف المدرسي بأنواع الوجبات الصحية المتكاملة وبسعر رمزي في متناول الجميع، بعيداً عن المبالغة والمغالاة، وفي الوقت نفسه، سدت الشواغر بكوادر وطنية تعمل وتنتج في مبادرة دعم المقاصف المدرسية التي كانت بحاجة إلى مثل هذا الدعم، الذي لم يأت من فراغ بل هو نتاج جهد، واتفاقيات أبرمتها مؤسسة الشيخ خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية مع جهات عدة سعيا للحصول على مواد غذائية مدعومة تخفف العبء اليومي عن كاهل أسر لا تسعفها إمكانياتها المادية لتخصيص الكثير لتأمين وجبة صحية لأبنائها.