«بن هور» نسخة جديدة من فيلم حركة، عرض لأول مرة في دور عرض في مدينة نيويورك في 18 نوفمبر 1959، ربح 11 جائزة أوسكار، ومن ضمن تلك الجوائز، جائزة أفضل فيلم في مهرجان أوسكار لعام 1959، هذا الفيلم الذي منع عرضه في الدول العربية آنذاك يعود الآن بنسخة جديدة ويعرض في دور السينما في العالم العربي.

الفيلم ببساطة يتحدث عن تاجر يهودي يعيش في القدس في بداية القرن الأول الميلادي تحت حكم الرومان، الفيلم الذي تدور أحداثه في القدس تجاهل بشكل كامل أي وجود عربي آنذاك وركز على دور اليهود ووجودهم تحت الحكم الروماني وبطولاتهم وتمجيدهم ووصفهم بالنبلاء والداعين إلى التسامح والتفافهم للتخلص من عبودية الرومان، وهناك تلميحات واضحة في أحداث الفيلم لوجود الهيكل وأن اليهود هم السكان الأصليون.

البطل واسمه «يهوذا بن هور» حاز اهتمام المخرج عبر إثارة تعاطف الجمهور ومحاولة إظهاره بأنه متسامح ولا يُهزم، فضلاً عن مشاهد أخرى كثيرة صدمت الجمهور الذي شاهد الفيلم والتي في مجملها تحاول تأكيد مزاعم اليهود.

قطعاً «بن هور» ليس الفيلم الوحيد المليء بالأكاذيب والافتراءات ومحاولة تزييف وتحريف التاريخ؛ وحتماً ليس ممكناً بأي شكل منع أي شخص يريد مشاهدة هذا الفيلم أو غيره، لكن عرضه في دور السينما العربية مسؤولية تقع على عاتق الجهات المعنية في العالم العربي التي يجب أن تتصدى لمرور مثل هذه الأفلام التي تضرب في العمق وتعرض ما يتنافى مع الحقائق التاريخية التي لا تحتمل الزيف ولا التأويل، حقائق ثابتة يؤكدها التاريخ مهما حاول المغرضون تغييرها؛ فالشمس واضحة والحق جلي، فهذا تسلل سينمائي يتوجب التنبه له.

لكن حتى لا تقع الأجيال العربية فريسة افتراءات صناع السينما وتتعرض لما يجافي تاريخ أمتها، وتهمل قضيتها؛ فلا بد من الانتباه إلى ما يسعى الحاقدون والمغرضون لتأكيده، ولا بد من الانتصار للحقيقة التي لا يجهلها التاريخ بكل ما فيه، ثم الانتصار لقضية عادلة لا تحتمل غير الحق والإنصاف، فليس من العدل بأي حال أن تجرف الحقيقة تحت آلة الكذب والزيف كما تجرف حياة شعب تحت آلة الحرب.