تحن النفوس شوقاً إلى الأبناء في معسكرات الخدمة الوطنية وتطير القلوب مع كل إجازة نهاية الأسبوع فخراً بعودة الأبناء الذين التحقوا بالخدمة طواعية وعن رغبة جامحة تتملكهم، وانحازوا لحب الوطن الذي فاق سواه، ووضعوا كل شيء جانباً في كفة والوطن في الكفة الأخرى فثقلت موازينها، ورجحت على غيرها.
شباب كبار في ما يصنعون وما يبذلونه في معسكرات الخدمة، عظام في حب الوطن، اختاروا أشرف الدروب وأفضلها، يأتون كل أسبوع بحكايات حب وفخر يروونها عشقاً في كل ذرة من ذرات تراب الوطن.
دفعة تلو الأخرى تتوالى على معسكرات القوات المسلحة مصانع الرجال، تنهل من علوم مختلفة وتتدرب على فنون القتال والتعامل مع السلاح، بعد أن تدربت النفوس وتهذبت على التضحية وبذل أغلى ما لديها.
سمر الجباه. شباب الوطن أصبح طريق المعسكرات طريقهم. وأسلوب حياة جديدة أحبوه وفضلوه على سواه من متع الحياة بما فيها من رغد العيش وهنائه.
بين الدفعة الأولى والدفعة الحالية وهي السادسة بلغة الأرقام يتم إنشاء جيل واع مدرك لواجباته الوطنية والتزاماته المجتمعية، ملماً بقضايا أمته.
ربما لم تكن الفرص مواتية ليتعلموا الكثير، وهم على مقاعد الدرس في المدارس النظامية، لكنها الفرصة أصبحت اليوم في متناول أيديهم في معسكرات الخدمة الوطنية، التي ترسخ غايات وأهدافاً نبيلة في نفوس الشباب وتغذيها بالقيم والخبرة.
في الخدمة الوطنية استقرار للشباب وتلبية لاحتياجات حاضرة ومستقبلية تعود بالنفع والفائدة عليهم وعلى مجتمعهم فتسود الأخلاق الكريمة بينهم، وكلنا مع الخدمة الوطنية، تهفو القلوب إلى حيث الأجيال تتعلم وتتربى، وإلى حيث يشب الصغار ويصبحون رجالاً... الخدمة الوطنية فخر ودعامة من دعائم صنع الرجال.