دعوة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، إلى الحملة الوطنية «لنوثق المسيرة» بهدف مشاركة أبناء المجتمع في إنشاء مجموعة المقتنيات الخاصة بـمتحف الاتحاد استعداداً لافتتاحه تزامناً مع احتفالات العيد الوطني في الثاني من ديسمبر المقبل، هي دعوة لأن يجد الإماراتيون أنفسهم ومسيرتهم في بناء الوطن وما صنعه الآباء والأجداد في سيرة يحفظها التاريخ للأجيال القادمة.

متحف دار الاتحاد الذي شهد أكبر وأعظم وأهم حدث في تاريخ الوطن، وهو قيام الاتحاد ورفع العلم فيه في الثاني من ديسمبر الذي حل خيرا وبركة على أبناء الوطن والمنطقة والوطن العربي أجمع، سيضم قريباً بين جنباته أغلى ما نملك هو تاريخنا وجذورنا الأصيلة الممتدة في أعماق هذه الأرض بفروع ترتفع لتعانق العنان فيه صوناً لإرث تليد، وحفاظاً على تراث هو ملك لنا وليس لغيرنا سيحفظه جيل بعد جيل.

متحف الاتحاد كما وصفه بو راشد مشروع وطني يحفظ علينا جانباً مهماً من ذاكرة الوطن، وواحدة من أهم اللحظات التاريخية التي مرت بها الإمارات وهي لحظة قيام دولة الاتحاد، وواجبنا تجاه وطننا أن نشارك جميعا في توثيق هذا الإنجاز التاريخي الذي انطلقت منه دولة الإمارات في مسيرتها المباركة، ودعم محتواه بمقتنيات تاريخية لها علاقة بهذا الحدث الفارق في تاريخنا، إنه واجب والتزام علينا جميعاً المبادرة للوفاء به.

التاريخ السياسي والقصص الشخصية حول المجريات التي قادت إلى الإعلان عن الاتحاد، بكل ما فيه من تفاصيل وأحداث سيكون متاحاً أمام من يزوره، وبإمكانه الاطلاع على أهم ملامح وأحداث تلك المرحلة الحاسمة من تاريخ الإمارات من خلال ما يعرضه من صور وأفلام ووثائق ومقتنيات تؤرخ للفترة من العام 1968 وحتى العام 1974.

اتحاد مبارك، كان قدراً من أجمل الأقدار التي حباها الرحمن هذه الأرض، وبالتالي فإن التوثيق لذلك الحدث وتلك المرحلة إنما هو واجب وطني وأمانة عظيمة في أعناق الجميع ومسؤولية كبيرة يتقاسمها الكبير والصغير، ومن واجب كل منا أن يساهم في إهداء ما لديه من مقتنيات تاريخية قيمة للمتحف لتبقى تلك المساهمة فخراً ووساماً يزين به صدره.

هيئة دبي للثقافة والفنون ستكون الجهة التي تتولى مهام الإشراف والإدارة لمتحف الاتحاد، بما في ذلك تطوير البرامج التثقيفية وتنظيم البرامج المدرسية والمحاضرات وورش العمل التي سيستضيفها المتحف عند افتتاحه.

والوطن يستعد لافتتاح متحف الاتحاد في ديسمبر المقبل، نحيي الخطوات الأولى الصعبة والمهمة التي خطاها الأولون، ووضعوا بجدهم واجتهادهم لبنات قوية لدولة تعد اليوم مفخرة بين الدول، وما نفعله اليوم نحن جيل الاتحاد القوي إنما هو توثيق لمراحل مهمة ومسيرة معطاء في حياة الوطن والمواطن.