قد يراود البعض سؤال حول كيفية الحفاظ على الاستدامة أو كيف نضمن بقاء الاستدامة مستدامة، لا شك أنها رؤية حول كيفية جعل ممارساتنا فعالة ومؤثرة على المدى الطويل، فهل الاستدامة هدف نسعى لتحقيقه أم رحلة مستمرة تتطلب التزاماً دائماً لضمان تحققها، قطعاً هي ليست وجهة نهائية بل مسار طويل ومليء بالتحديات والفرص، هي كالنهر الجاري الذي سيستمر في تدفقه نحو المستقبل.

في عالمنا المتغير تبرز أهمية استدامة الاستدامة، تجدد الاستراتيجيات وتجعلها أكثر مرونة لتتكيف مع هذه التغيرات بشكل مستمر وسلس، ويمكن أن تكون دافعاً قوياً للابتكار، تحفز التزامنا بشكل مستمر وتدفع إلى تطوير تقنيات وأفكار جديدة تساعدنا في حماية كوكبنا وتفتح أبواباً للإبداع والتطور، والابتكار بطبيعة الحال لا يأتي من الاستقرار، بل من تحديات البحث عن حلول أفضل.

من خلال التركيز على استدامة الاستدامة لتصبح أسلوب حياة، متى ما تم تغذية روح الابتكار والمساهمة في تطوير تقنيات أكثر فعالية للحفاظ على المجتمع من خلال تحسين إدارة الموارد المالية والبشرية والاجتماعية تدعم استمرارية النجاح كل في مجاله وتخصصه.

لا شك أن الأسرة قبل مؤسسات التعليم المدرسي بمختلف مراحلها تضطلع بأدوار مهمة في غرس مفهوم الاستدامة لدى الأجيال الناشئة، حيث تشكل وعياً مبكراً لديهم حول أهمية الاستدامة وسبل الحفاظ على القيم والمبادئ التي تسهم في جعل المجتمعات تعمل بشكل أكثر توازناً.

فالطفل الذي ينشأ في أسرة يحافظ أفرادها على نظافة الأماكن العامة أو تعتني بحديقة منزلها ترسل رسائل إيجابية لصغارها حول استدامة الاستدامة وتمكنهم من تطبيقها يومياً بشكل عملي، ولنتخيل تأثير ذلك على الناشئة، لو أصبح ذلك مظهراً معتاداً، وسلوكاً يومياً.

هذا التحدي سيكون حقاً فرصة جيدة لبناء عالم أفضل يعمل على استدامة استراتيجياته قوامه أجيال ملهمة تعول عليها الأوطان، تنطلق في فضاء رحب، متخذة من استدامة الاستدامة فهماً جديداً لمستقبل أكثر إشراقاً وغد يعد بتحقيق الكثير، فلتكن ساحات المدارس وهي تستعد لاستقبال طلبتها بوابات مشرعة للولوج فيه ونوافذ تطل على ما يجعل الحياة أكثر جمالاً وروعة، تروي حكايات استدامة الحب والإخلاص والولاء لوطن اختار أن يستقر دائماً يساراً جهة القلب.