يتحدث أولياء أمور تعثروا في الالتزام بسداد رسوم دراسة أبنائهم في جامعات خاصة عن مشكلة حقيقية تواجه أبناءهم في عدد من الجامعات، ويصفون إصرار إدارات التسجيل على ضرورة سداد المبالغ المتأخرة قبل أن يتم قبول تسجيلهم والالتحاق بالفصول الدراسية، وعدم منحهم فرصة لتعديل أوضاعهم وتصحيح أمورهم المالية بـ«التعنت»، ما يؤثر على نفسية الطالب ويسبب له الحرج أمام زملائه وخاصة إذا كان على وشك التخرج.
يقول ولي أمر وله ابن يدرس في جامعة خاصة وصل إلى السنة النهائية، تعرضت لظرف تعسرت وتعثرت في السداد وتقدمت بطلب إلى إدارة الجامعة لسداد نصف المبلغ المطلوب كـ«شيكات بنكية»، لكن إدارة الجامعة رفضت المقترح وأصرت على الدفع، ويضيف: أزعجني هذا الرد وأصبت بخيبة أمل وأنا أقف عاجزاً أمام عدم تمكني من إكمال حلم ابني في أن يتخرج ويكمل مسيرته العلمية ويحصل على الشهادة الجامعية. ويضيف: يفرض على ابني ومن في مثل حالته إما التخلي عن حلمه الكبير فيصبح هباء منثوراً أو على الأقل تأجيله لحين أن يتمكن من تأمين المال، وهذا في أغلب الأحوال لا يكتمل مع طالب يقيم في البلاد وربما كان من مواليدها وكان لديه حلم العمل بها ورد الجميل لوطن ضمه صغيراً وترعرع في ربوعه ونشأ في مدارسه ولم يتمكن من أن يوفي هذا الوطن حقه وهو كبير.
واقترح ولي الأمر صاحب المشكلة أن تتعامل الجامعة مع كل على حدة وتكافئ المتميزين من طلبتها، إما بخصم خاص أو تنشئ صناديق للمتعثرين أو تمهلهم حتى نهاية التخرج بشيكات مؤجلة، فلا أحد ينكر حق الجامعات في تحصيل الرسوم الدراسية فهي أيضاً ملزمة بنفقات وتكاليف مالية، لكن لا ضير في تعاملها بالطيب مع طلبتها وإكمال جميلها معهم، ورفد المجتمع بخريجين متسلحين بالعلم يخدمون الوطن.