في يوم استثنائي آخر من نهارات الوطن، تحتفل الدولة بيوم المرأة الإماراتية احتفاء بها وبعطائها الممتد والمتميز في كل المجالات والقطاعات بل أثبتت كفاءة واقتداراً وهي سفيرة لبلادها وتمثلها خير تمثيل لكل ما أوكل إليها من مهام، كانت دوماً عند حسن الظن بها، تلبي نداء الوطن وتساهم بفعالية في تقدمه في شتى التخصصات.

تمثل المرأة في الإمارات رمزاً للأصالة ومحركاً للمستقبل، هي ليست مجرد نصف المجتمع، كما هو وصف المرأة في سائر المجتمعات، بل هي هنا الركيزة الأساسية التي يعتمد عليها استقرار وازدهار الوطن، من خلال أدوارها المتعددة في العمل، إضافة إلى كونها الوجه المشرف الذي يمثل الإمارات في كل مكان، نعم سيدتي لقد أثبتّ أنك استثنائية في عطائك، أيقونة لثلاثية الحب والعمل والإخلاص، في بيتك ترعين الأبناء وتغرسين فيهم قيماً تعلي شأن الوطن والتفاني من أجله فلا شيء مهما كان مهماً ونفيساً يسمو على حب الإمارات.

إن هذا اليوم ليس سوى رمز اختارته القيادة لتعلن فيه عن تقديرها لعطاء المرأة أينما كانت وحيثما كان هذا العطاء فهو ليس مكملاً لأدوار غيرها، بل دورها أساسي ومفصلي في إنجازات الوطن وما وصل إليه، لتصبح المرأة في الإمارات الأكثر حظاً، والأوفر نصيباً، في كل شيء وفرصها لأن تكون حاضرة في المشهد اليومي لإنجازات الدولة حالها حال الرجل بل ربما كانت الأفضل.

لم تعد المرأة اليوم في الإمارات بعد مرحلة التمكين الفعلي والحقيقي تبحث عن المساواة مع الرجل ولا تسمع منها عبارات وأسطوانات تتردد على لسان المرأة وعن حالها وحول مطالبها في أماكن أخرى إقليمياً ودولياً كذلك، بل أصبحت مضرب الأمثال وحلماً بأن يكون حال المرأة في كل مكان حال المرأة في الإمارات.

لقد حظيت الإماراتية بقيادة رشيدة وضعت المرأة نصب عينيها مع بزوغ فجر الاتحاد وخلال نحو 53 عاماً وأم الإمارات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك لم تألُ جهداً في الأخذ بيد المرأة فكانت حلقة وصل بين المرأة التي كان حظها قليلاً في كل شيء وبين تطلعات وطموحات باني البلاد المغفور له - بإذن الله - الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في رعاية الإنسان في وطن يحتاج عطاء الجميع. جهد صاغ كل جميل، أظهر المرأة في أبهى صورة، أبهرت العالم، وزادت الوطن فخراً بها وهي تصنع حاضرها ومستقبلها.