سعادة كبيرة غمرت الحضور وهم يتابعون احتفالات جمعية الصحفيين الإماراتية بيوم المرأة الإماراتية في أبوظبي، وأما مبعث هذا الشعور الجميل فهو موقع الاحتفال، الذي يعني الكثير لمن سمع به أو كان يتابع الأنشطة والفعاليات الوطنية والمجتمعية المختلفة منذ مطلع ثمانينات القرن الماضي، وهو مسرح أبوظبي الوطني، الذي يعتبر أكبر مسرح في المنطقة.

حيث افتتح عام 1981 ويعدّ مجمعاً متكاملاً لعرض المسرحيات والأفلام والمؤتمرات والمعارض، ولطالما شاهدنا عبر شاشات التلفزيون باني البلاد الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وهو يظهر في احتفالات الدولة باليوم الوطني والفعاليات المختلفة، وكذلك خلال حفلات تخريج طلبة جامعة الامارات التي كان يحرص على حضورها.

هذا الصرح الثقافي الكبير يعتبر معلماً وطنياً بتاريخه الطويل في احتضان أبرز الفعاليات والمعارض التي كانت تجسد مكانة الثقافة والفنون التي كانت ضمن أولويات القيادة الرشيدة، وأولتها منذ بدايات قيام الاتحاد رعاية كبرى وعناية عظمى باعتبار الثقافة شأناً مجتمعياً ومطلباً لابد منه.

ليبقى المسرح الوطني، البيت الكبير الذي احتضن إرثاً ثقافياً جميلاً لعقود، ويقف شاهداً على مرحلة مهمة من تاريخ ونهضة البلاد الثقافية، بل إن الفعل الثقافي والعلم والتعلم كان ولا يزال جزءاً لا يتجزأ من اهتمامات الإنسان منذ البدايات، ولم يقف تواضع الحال والمستوى المعيشي عائقاً.

ويبقى المسرح الوطني بتاريخه الأصيل أكثر من مجرد مكان وحدث بل جزء مهم من التاريخ لا بد من الحفاظ عليه بل وإعداده ليلعب أدواراً جديدة تتكامل بما يضاف إليه من تقنيات تتماشي وتلبي احتياجات ومتطلبات المرحلة، ويصبح المسرح الوطني حاضناً جميلاً لأحداث وفعاليات دولية كبيرة.