مرة أخرى، وكالعادة، يثبت الأشقاء في سلطنة عمان، وتحديداً في جمعية الصحفيين العمانية، أنهم مبدعون ومتميزون في تنظيم وإقامة الفعاليات، ومبهرون في استضافتها، وبكل ما يثير الإعجاب.

مبعث الإعجاب هذه المرة في المنتدى الصحفي العماني ليس في برنامجه وتفاصيل فعاليته فحسب، بل ربما كان اختيار المكان سبباً لذلك.

محافظة ظفار وعلى وجه الخصوص ولاية صلالة، لما لهذه المنطقة من خصوصية ساحرة فهي «لبان الذهب» و«عروس المواسم»، إنها الواحة الخضراء التي تتحدى قسوة الصحراء، وتتميز بطبيعة خلابة وتراث عريق.

صلالة ليست مجرد وجهة سياحية متميزة، بل هي أيضاً رمز للتنوع البيئي والثقافي الذي تحظى به السلطنة.

في موسم الخريف تتحول صلالة إحدى وجهات السياحة المستدامة إلى بقعة خضراء تجذب السياح من مختلف أنحاء العالم، ما يجعلها مكاناً مثالياً لعقد الفعاليات الدولية، كما جاء المنتدى ليسلط الضوء على الدور الكبير الذي يلعبه الإعلام والصحافة في تعزيز صورة الأوطان وتوجيه الاهتمام نحو القضايا التي تخدم المجتمعات.

فالصحفيون ليسوا مجرد ناقلين للأخبار، بل هم أيضاً صانعو التأثير، ولهم الدور الأبرز في إبراز الجوانب الثقافية، السياحية والاستثمارية.

في ظل هذا التحدي جاء المنتدى الصحفي العماني ليثبت أن للإعلام دوراً محورياً في تطوير المجتمعات وصناعة وعي الجماهير.

تميز المنتدى بحضور صحفي وإعلامي واسع من 22 دولة، مما أضفى طابعاً دولياً قوياً على الحدث، وأسهم في تبادل الخبرات والتجارب بين الصحفيين من مختلف أنحاء العالم، علاوة على ذلك، احتضن المنتدى الاجتماع الثالث لاتحاد الصحفيين الخليجيين، إضافة إلى اجتماع المكتب التنفيذي لاتحاد صحفيي آسيا والمحيط الهندي، ما يعزز من مكانة عمان كمركز إقليمي ودولي للتعاون الإعلامي.

نجاح المنتدى الصحفي العماني يذكرنا بنجاح منقطع النظير كان من نصيب الأشقاء في صيف 2022 حين احتضنت العاصمة مسقط «الكونغرس العالمي للصحفيين»، لتصبح الدولة العربية الثانية بعد تونس.

ختاماً يمكن القول إن المنتدى الصحفي العماني في صلالة هو مثال حي على التكامل بين الإبداع البشري وجمال الطبيعة، وهو شهادة على قدرة عمان على تنظيم الفعاليات العالمية بأعلى مستوى من الكفاءة والاحترافية.