تابعنا على منصات التواصل الاجتماعي ردود أفعال عدد كبير من الذين دخلوا البلاد، بغرض الإقامة والحصول على فرصة عمل تدر عليهم دخلاً يعيشون منه ويعينون ذويهم في بلدانهم كما هو حال جميع من يفد إلى هذه الأرض فيحظى بفرصة عمل، ثم لا يلبث بشكل أو بآخر أن يجد نفسه قد خالف نظام الإقامة ودخل في دهاليز من يقتات على أنات الضعفاء ويستغلون ظروفهم بوعود كاذبة وفرص عمل وهمية شيئاً فشيئاً يدورون في حلقة مفرغة من مخالفة النظام وتراكم الغرامات المالية ويجدون أنفسهم في مواجهة مع القانون، وضع ربما لم يكن لهم يد فيه لكنهم أصبحوا مخالفين للقانون والنظام، وكما أدلى به المخالفون أنفسهم أن شركات التوظيف الوهمية هي السبب الأول التي تقف وراء المخالفات.
ولعل أجمل ما في مبادرة تصحيح أوضاع المخالفين هو إنشاء منصات للتوظيف في مقر مركز تسوية أوضاع المخالفين في العوير والتي تتيح لهؤلاء فرصة إجراء المقابلة في تخصصات عمل مختلفة، والتي ربما فاجأت المخالفين أنفسهم، فأقصى ما كانوا يتوقعونه هو أن يتم تعديل أوضاعهم أو يغادروا الدولة دون التعرض للمساءلة أو المطالبة بدفع غرامات تراكمت عليهم نتيجة مخالفة القانون، لكنها كانت مبادرة إنسانية منقطعة النظير، وهي نتيجة حتمية لتفهم الجهات المعنية ظروف قدوم هؤلاء وما تعرضوا له في وطنهم من استغلال أبناء جلدتهم هناك وآخرون هنا وهم يتطلعون لتحقيق حلمهم بالعيش بيننا وتحسين أوضاع من يعيلونهم المعيشية والحياتية في بلادهم، وربما كانوا يرزحون تحت وطأة الحاجة والفقر والدين والعوز، فكانت تذكرة سفرهم إلى بلادنا بارقة الأمل التي يبدأ من عندها تحقيق حلمهم ونقطة الضوء التي تنير دربهم.
وحتى لا يتلاشى كل ذلك ويصبح كالسراب تجلت بوضوح قيم الرحمة ومبادئ الإنسانية لترسم البسمة على وجوههم وتدخل الفرح في قلوبهم والسكينة في نفوسهم، بقي أن تضع السلطات المعنية يدها على مواطن الخلل ومكامن المشكلة حتى تضع عند هذا الحد أوزارها.