على الرغم من التحذيرات المتكررة التي يطلقها البعض عبر المنصات وحسابات التواصل الاجتماعي حول المحافظ الوهمية، لا يزال الكثيرون حتى يومنا هذا يعانون من جراء جريهم وراء هذه المحافظ، إحداها وقد كثر عنها الحديث محفظة تسمى «جون»، أما أين مقرها ومن يقف وراءها، وكيف تتمكن من سحب الملايين من جيوب وأرصدة من تستغلهم وتتصيدهم؟، فالعلم عند الله، في حين يؤكد الجميع أنها محفظة وهمية لا أصل لها ولا فصل، ويستغربون كيف استطاعت إقناع الناس البسطاء منهم إلى جانب المثقفين من أصحاب الشهادات العليا والمناصب الرفيعة أن يودعوا لديها أموالهم دون وعي أو إدراك، مصدقين الأكاذيب والإغراءات في أحاديث هي أقرب ما تكون إلى الإفك يطلقه كذاب أشر!.
«جون» التي لم يمضِ على إطلاقها إلا أشهر، وبدأت تمنح من ولج إليها في البدايات ثلاثة أضعاف رأس المال، لزوم انتشار الخبر، وتكون تلك الأرباح التي ربحها هؤلاء الطعم الكبير الذي يسال له اللعاب، والمصيدة التي دخلها ليس بقدميه فحسب، بل بأمواله وكل مدخرات سنوات عمره، وكثيرون كانت البنوك والقروض البنكية بفوائدها سبيلهم للربح على أمل أنهم سيجنون أرباحاً تعوض بأول صفقة.
قصص وحكايات محزنة يرويها من فقدوا أموالهم في هذه المحافظ «الخبيثة»، تلك الاستثمارات التي تعد بأرباح هي أقرب إلى الخيال خلال فترة قصيرة، غالباً ما تنطلي على مخاطر، وقد أصبح النصب والاحتيال سلوكاً ونهجاً عماده الجري الأعمى خلف أوهام الثراء.
والحق أن هذا الأمر ليس ظاهرة جديدة، بل هو امتداد لطبيعة بشرية يعمي بصرها بريق المال والثراء، تقع ضحية الوعود الذهبية حتى وإن كانت غير واقعية، فهل مرد ذلك السقوط في فخ الأوهام والنصابين والمتربصين هو قلة الوعي المالي، أم هناك أسباب أخرى سهلت الطريق ومهدته أمام المحتالين؟
وللأسف فإن سعي البعض إلى جني الأرباح بسرعة يدفعهم إلى تجاهل التحذيرات الرسمية التي تدعو إلى التحقق من المحافظ الاستثمارية والتأكد من موثوقيتها، وعدم الانجرار وراء الإعلانات التي تغري بالثراء السريع، والتي تنتهي في الغالب بدمار بيوت آمنة أضاعتها أحلام لن تتحقق، وقلوب لم تتحمل صدمة الخسائر، وأرواح راحت ضحية الأوهام.