تمتاز مدينة كلباء بسحر غريب، يأسر لب زائرها في أي وقت من ساعات النهار، فما بالك إن كان في الصباح الباكر بكل ما فيه من روعة وجمال وإيجابية، أروع من ذلك أن تكون في رحاب الأدب والثقافة والصحافة، والأروع أن يكون المجلس قد جاء ليحل محل مركز شرطة، حاله في ذلك حال مجلسي الأدب في مدينتي الشارقة وخورفكان، لتصبح مراكز الشرطة بكل ما فيها من خصوصية العمل صروحاً ثقافية تعزز الحراك الثقافي وتشجع الإبداع، استكمالاً لرؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في بناء الإنسان، وتأتي الثقافة في مقدمة هذه الرؤية.
مجالس تقدم الأمسيات الشعرية والندوات الثقافية والملتقيات الأدبية بمختلف أنواعها، تعود بالناس إلى الزمن الجميل، حيث كانت من أبجديات انتعاش الحياة وجزءاً لا يتجزأ من أسلوب حياة رسخت في المجتمع قيماً لا غنى عنها.
إن تحويل مركز شرطة إلى مجلس أدبي في حد ذاته يمثل خطوة فريدة ومميزة، تعكس الرغبة في إعادة استخدام المباني القديمة أو التاريخية أو العامة بطرق تخدم المجتمع الثقافي، ما يسهم في تعزيز الثقافة المحلية وتوفير مساحات للإبداع والتفاعل المجتمعي.
مجالس تأتي ضمن مبادرات تجمع الأدباء والمختصين والأكاديميين في بيئة جميلة تهدف إلى التفاعل وتبادل الأفكار والخبرات والتجارب، والإسهام في بناء مجتمع ثقافي قوي يعتز بما يمتلك من قوى ناعمة تصل إلى الأجيال بشكل سلس، وتعمق الارتباط بين القديم والحديث، وتعكس رؤية الإمارة عموماً باعتبارها عاصمة ثقافية إنسانية عالمية.
نقف بكل حب وتقدير عند المجالس الأدبية في مدن الشارقة باعتبارها مشاريع ثقافية رائدة لا تتكرر كثيراً، تعمل على تطوير المشهد الثقافي في وقت طغى فيه الحديث السريع على أساسيات ومبادئ صناعة الثقافة والأدب والفنون بكل تفاصيلها، مجالس انتصرت لأدبيات أضفت على الروح بهجة، وأبهرت السمع والنظر.