هل تلتئم جراح العرب؟

في حالة من الحزن والقلق حول حالة العرب وما خلفته الصراعات، خارجية كانت أم داخلية، والتي تسببت في انهيار دول وانشقاق وانقسام بين العرب، بل والشعب الواحد بفعل التأجيج الطائفي على وجه الخصوص، والتدخلات الخارجية التي زادت من حجم المعاناة التي تعيشها معظم الشعوب العربية، وعلى رأسها الحالة الاقتصادية، وما يصاحبها من تحديات اجتماعية وسياسية، غيرت حياة الملايين بين مهاجر ولاجئ ومشرد ومفقود وضائع في متاهات الحياة، نتساءل: هل لهذه الجراح من التئام؟

شامت الأمس في أخيه العربي، يتلقى اليوم سيلاً من عبارات الشماتة، بل يشعرك أن كل عبارات الإساءة والاستهجان لا تكفي لتشفي غليله، وأصبحت منصات التواصل الاجتماعي ساحة مفتوحة لحرب كلامية بين الأشقاء، ربما امتدت آثارها وطال أمد الخلافات فيها، وفي النهاية لا منتصر فيها غير عدوهم، الذي يتفرج عليهم من بعيد، ويسعد لانتصاراته وتحقيق مآربه.

تحولات غير طبيعية أفرزت حالة جديدة وواقعاً أليماً، أصبحت فيه الحاجة ملحة معها لحكمة حكيم وحنكة محنك ليقف سداً منيعاً أمام السيل الجارف الذي استبد بكل شيء، وظهر في شكل غول هائج يريد الفتك بكل شيء، لم يقترب منه أحد، وهناك من أغلق بابه على نفسه وصك أذنيه فلا يرى ولا يسمع، تاركاً الضحية في مواجهة غير متكافئة معه.

هنا ظهر الفلاحي الياسي الذي يعتز بعروبته وأخلاق البداوة وشيمهم، ليجوب العالم من أمريكا إلى مصر وصربيا والأردن، لما له من مكانة رفيعة وتقدير كبير عند الجميع نحو تحالفات إقليمية ودولية بحثاً عن مخرج بما يخدم المصالح الوطنية، والعمل على تعزيز الأمن والاستقرار للمنطقة.

زيارات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، من أجل تحقيق السلام والأمان للجميع، ليغني المنطقة عن ويلات صراع يمتد ولا ينتهي إلا وقد خلف المزيد من الخراب والدمار، والمزيد من القتلى والتخلف، في حين يسير العالم بأسره نحو تحقيق الأفضل للأجيال المقبلة، وهؤلاء العرب ليسوا أكثر من «تليفونات» يبثون عبرها السموم نحو إخوانهم. حان الوقت للاحتكام إلى العقل ونبذ الخلافات جانباً، وطي بل وتمزيق صفحات من كتاب أسود فيه الكثير من الألم والحزن والندم.