ظروف معقدة تعيشها صاحبة الحكاية لما تواجهه من صعوبات في تأمين مسكن مناسب يحقق لها الاستقرار النفسي في حياتها الهادئة التي لا ينقصها سوى بيت يأويها، خاصة بعد وفاة والديها، فأصبحت إقامتها مشتتة بين بيوت إخوتها، إذ تتناوب الإقامة عند كل واحد منهم، وهي على الرحب والسعة عندهم بلا شك، لكنها -كما تقول- تحتاج إلى بيت خاص يكون لها، لا يهم إن كان كبيراً أم صغيراً، فقط بيت تشعر فيه بكيانها ويحقق لها الأمان والاستقرار.

وتضيف: حق علي وأنا الأخت الكبرى لإخوتي أن أستضيفهم بدلاً من أن أكون ضيفة عليهم، وهذا حقي في الحياة.وتستطرد المواطنة، وهي من الفتيات اللاتي لم يتزوجن، كبرت في السن، مثل غيرها ممن لم يتزوجن لأي ظرف، أو طلقن أو ترملن من دون أولاد، فتحيا الواحدة منهن وحيدة، ولا اعتراض على هذا، لكن وحدتها قطعاً لا تعني ألا تستقر ويكون لها مأوى.

فالشخص كان وحيداً أو ضمن أسرة مهما صغر عددها أو كبر بحاجة إلى المسكن، وهذا نظام تعمل به برامج الإسكان عندنا وتراعي هذه الفئة ولا تهملها، بل أكدت ضرورة تحقيق هذه الحاجة، وحيدة لا تعني أن تعاني مشكلة عدم الاستقرار.

تقول المواطنة: لم أجلس أنتظر الفرج ليأتيني، بل تقدمت عام 2008 بطلب الحصول على مسكن، ومع رفض طلبي بسبب عدم قبول الطلبات الفردية توجهت بالتماس إلى أحد المسؤولين لإعادة فتح ملفي، والحمد لله كان لي ذلك، وتم تحديث الملف والموافقة على منحي شقة سكنية.

وحيث إنني لم أعتد العيش في شقة حال الكثيرين عندنا، اقترحت استبدال الشقة بمنزل جاهز أو شراء منزل، فحصلت على قرض يبلغ مليون درهم لشراء منزل من السوق المحلي، جزاهم الله خيراً، لكنه مبلغ زهيد لا يفي بالغرض، وتعذر علي الحصول على منزل بهذا المبلغ، وبقيت في الدائرة نفسها، ومشكلتي تراوح مكانها.

وفي هذا تقترح المواطنة منحها منزلاً جاهزاً ضمن مؤسسة محمد بن راشد للإسكان، التي لا تألو جهداً في إسعاد المواطنين وبث الراحة والطمأنينة في نفوسهم، على أن تسدد قيمته عن طريق أقساط شهرية حتى انتهاء ما عليها خلال المدة المحددة وفق نظام المؤسسة، حالها في ذلك حال بقية المستفيدين من البيوت الجاهزة التابعة للمؤسسة، يصبح المنزل لها في نهاية الأمر ويتحقق لها الاستقرار الذي تنشده، رسالة بمحتواها المشروع ومضمونها الإنساني نضعها بين يدي الإخوة في مؤسسة محمد بن راشد للإسكان، آملين تلبية رغبة المواطنة وتحقيق حلمها بتأمين مسكن أرضي لها وإسعادها.