تحل ذكرى رحيل الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، ومآثره حيّة نابضة في كل يوم، فقد أصبح العطاء الذي غرسه في أرض الإمارات وخارجها نهجاً راسخاً نعيشه ونلمسه في تفاصيل حياتنا، لم يكن زايد الخير قائداً فحسب، بل كان أباً وأخاً وصديقاً وناصحاً، تجسدت قيمه النبيلة في القريب والبعيد، وبصماته الإنسانية محفورة في أرجاء المعمورة.

لا تكاد تخلو بقعة من الأرض من أثر يحمل ذكرى كريمة وبصمة لأياديه البيضاء التي بقيت حاضرة في مشاريع تنموية ومبادرات إنسانية خلدت سيرته العطرة.

قيادتنا الرشيدة تسير على نهجه وإرثه الخالد، وتعد مبادرة «إرث زايد الإنساني» التي أمر بإطلاقها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بقيمة 20 مليار درهم خير دليل على أن إرث زايد ينبض بالعطاء، حيث تخصص للمجتمعات الأقل حظاً حول العالم، ترعى المنكوب وتمد له يد العون.

من الشواهد الحية على إرث زايد الإنساني، جامع الشيخ زايد الكبير، الذي يجتمع فيه الآلاف يومياً في الشهر المبارك، في مشهد يعكس روح التسامح والعطاء، ويجسد معنى المساواة بين الجميع، حيث يجتمع الغني والفقير، القريب والبعيد، على مائدة واحدة يسودها الخير والرحمة.

كرّس الشيخ زايد، رحمه الله، قيم العطاء وحب الخير في المجتمع الإماراتي، وأرسى مبادئ الكرم والتراحم التي أصبحت جزءاً من الهوية الوطنية. واليوم، تواصل قيادتنا الرشيدة السير على نهجه، حتى باتت الإمارات عاصمة عالمية للعمل الإنساني، تمتد أياديها البيضاء لكل محتاج.

لقد اختارت الإمارات أن تكون منارة للأمل وصانعة للحياة، واضعةً القيم الإنسانية فوق كل اعتبار.