في إنجاز فريد لصالح اللغة العربية، أعلن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة رئيس مجمع اللغة العربية في الشارقة اكتمال المعجم التاريخي للغة العربية بعدد 127 مجلداً.
إنجاز انحاز للغة الضاد التي يراها البعض أنها أصبحت غريبة بين أهلها، ولم تعد تجد من يعتني ويهتم بها، ولم يعد حالها كما كان في الماضي، ولم يعد لها من يغار عليها أو يحفظها بين ضلوعه، ولا يستخدمها إلا مرغماً أو لحاجة.
جاء مشروع الشارقة في تبني المعجم التاريخي تعزيزاً لمكانة اللغة، وتقديراً لما أسهمت فيه من تطوير البشرية وتنميتها منذ كانت «اقرأ». مشروع ثقافي إنساني ذو أبعاد لا يستوعبها إلا من يجد في رحلة البحث متعة.
وفي تعلم كل جديد رغبة في المزيد، استغرق العمل في هذا المعجم الذي يقوم على البحث العلمي 7 سنوات على يد 500 باحث و200 من المدققين والمراجعين والطباعين دعماً للعلم واللغة والثقافة والأدب، ويجد كل باحث ضالته في ما يبحث عنه في تفاصيل اللغة وعلومها، ويستفيد مما يتيحه مجمع اللغة العربية في الشارقة لهم، من فرص للغوص في الأعماق.
اهتمام يسجل اسم الشارقة بأحرف مضيئة وينقش أصول الرعاية وخدمة اللغة العربية على جدران الزمن الذي أهمل شيئاً جميلاً، وعصر غلبت عليه الماديات، حتى اتسعت الفجوة وابتعدت الأجيال عن الوعاء الثقافي الذي يمثل هويته، حاضره ومستقبله منطلقاً من ماض أساسه اللغة، وليتجه مؤشر البوصلة بكل ثقة نحو الشارقة.
ويحدد المعجم ذاكرة كل لفظ من ألفاظ العربية تسجل بحسب المعلومات المتاحة تاريخ ظهوره بدلالاته الأولى وتاريخ تحولاته الدلالية والصرفية ومكان ظهوره ومستعمليه، وتوثيق تلك الذاكرة بالنصوص. جهد سيقدره التاريخ طويلاً، هو هدية الشارقة للعالم العربي والإسلامي وكل راغب في اللغة العربية وقاصد لتعلم كل شيء فيها.