من خلال دورة خليجي 21 حالياً بالبحرين.. انتشرت موضة اسمها البرامج الرياضية، والتي هي بالأساس كوميدية وتشاهدها لمجرد التسلية والضحك لا الاستفادة الحقيقية (للعلم هناك المفيد منها وليس جميعها)، وخصوصاً بعد انتهاء اللقاءات لتسليط الأضواء عليها لا غيرها!! ونقولها صراحة جاءت دون المستوى ولا تأتي بفائدة للمشاهد المتعطش لكل جديد مفيد!!
ونحن بدورنا وبقلمنا المتواضع.. نود أن نهمس للبعض منها بأن الجيل الحالي الذي يتابعكم جيل لم يعاصر تلك الحقبة لبطولات الخليج، وما أفرزت من نجوم أفذاذ وشخصيات مرموقة لا تعوض.. بل لا يعرف الكثير من ماضيها.. ولا الهدف منها!! فبعد تعادل منتخب البحرين مع منتخب عمان في أول مباريات الدورة عقب حفل الافتتاح مبهر، أثار العديد من المحللين جانباً جديداً وهو البعد عن التحليل الفني والتقرب إلى التحليل الشخصي.. واعتبروا هذا التعادل مجرد حبة مسكنة لن يطول مفعولها وبمجرد انتهاء المفعول ستعود الآلام من جديد للمنتخبين (هل يعقل هذا الكلام)، وصدقوني لم استفد من أي محطة من الناحية الإيجابية لكي يستطيع كلا المنتخبين الرجوع إلى مستواه الفني والعودة إلى المنافسة!!
هل يعقل أن يصبح هذا الفاشل محللاً؟ في رأيه الأفضل تحول للأسوأ، ومن هنا سأطرح بعض الحلول التي أرى أنها ربما ستساعد المحللين على الاستفادة منها ونستثنى منهم الكبار الذين نفتخر بمتابعتهم يومياً محلياً وخارجياً:
1- تقييم كل لاعب على حدة ومدى استفادة المنتخبات منهم ومعرفة ضعفه وقوته بكل حيادية.
2-إعادة صياغة الواجبات المنوط بكل محلل للاستفادة منها.. لأن ما نشاهده أن البعض لا دور له إلا حضوره تكملة للديكور؟
3- استضافة أداري، يومياً، يتصف بالكفاءة وقوة الشخصية والخبرة الطويلة في بطولات الخليج، ذي فهم أداري بعيد عن الروتين والتعقيدات للاستفادة منه إضافة إلى التشويق بالتغيير.
4- استضافة مدرب، يومياً، تتوافر فيه شروط الكفاءة التدريبية والخبرة الطويلة في ميادين كرة القدم الخليجية أو العربية وذي إلمام بالأمور الفنية والنواحي التكتيكية بحيث يتحفنا بإحداث كل مباراة فنياً.
5- إفساح المجال أمام مندوبي الصحف للحضور في تلك الاستوديوهات التحليلية، يومياً، شرط أن تتوافر فيهم صفة الأمانة الصحافية والنزاهة الأخلاقية (لا المعارف الشخصية أو تكملة الضيوف)!!
6- إبراز السلبيات قبل الإيجابيات بكل شفافية لتلافيها في المباريات المقبلة.
خاص وسري
أعجبني ما كشفه أسطورة دورات الخليج وهدافها الأول الكويتي جاسم يعقوب لصحيفة الرياضية السعودية عندما قال: إنه رفض عدة عروض من قنوات رياضية خليجية وعربية من قطر والإمارات وغيرها للعمل محللاً للمباريات مقابل عقد مغرٍ من الناحية المالية. ولكنه رفضها كلها عدة مرات لعدة أسباب أهمها: أنه ليس كل من لعب كرة القدم وصار يوماً نجماً معروفاً بإمكانه التصدي للتحليل الكروي للمباريات عبر القنوات التلفزيونية، إضافة إلى أنني غير متابع بشكل جيد للمباريات والأحداث الرياضية.
وشدد يعقوب الذي كان يلقب (بالمرعب) على أن تحليل المباريات علم وفن وأفضل من يتقنه من يعمل في مجال التدريب الكروي، أما (صفصفة الحكي) ووصف ما يجري فليس بتحليل مع كامل الاحترام لكل من يرزق من وراء تحليل المباريات في أي قناة وعساهم (على القوة).