الأمس كان يوم الأزرق الكويتي وليس يوم الأخضر السعودي، والذي كدرنا بصراحة ما رأيناه بأعيننا قبل المباراة من الجماهير الغفيرة جداً من الطرفين، ونخص منها في البداية السعودية التي حملت أعلام بلدها فوق السيارات، والتي جاءت من كل إنحاء المملكة العربية السعودية لاستاد البحرين الوطني لمؤازرة منتخبها ضمن مباريات خليجي 21، فتخيل تلك الأعداد الرهيبة رجعت بكارثة ومصيبة لا بهزيمة طبيعية ودموعها تساقطت أمام أعين الجميع، ونقولها بكل أمانة، وليس للتقليل للمنتخب الكويتي الجميل، حرام أن هذه الجماهير الرائعة بأهازيجها الرنانة الأنيقة «ترجع زعلانة».
وهذا شيء طبيعي في كرة القدم ولكن كما نعرف أن السعودي لا يرضى بخروج منتخبه بهذه الصورة الباهتة جداً، (نعم تاريخ الأخضر تم تشويه سمعته)، ولكن مثار استغرابنا هو العجب من بعض الإعلام السعودي الذي عبر عن إحساسه بشكل غاضب جداً ولكن من دون وضع الحلول، وأنا أعتبرهم مفلسين نظير المقابل المادي لكلامهم البذيء والمسيء والمشين في حق الأخضر!! ألا تعلمون أنكم تقتلون أخضركم بألسنتكم!!
نقطة شديدة الوضوح
جمهور الكويت الجميل الراقي لا نريد أن نطلق عليه مسمى (مراهقة جماهيرية تبحث عن النضج)، فله منا ألف تحية والله يعطيه ألف عافية، بصراحة ومن دون مجاملة هو جمهور عكس ذلك ويفتخر به الخليجيون، والكل شاهد أمس تفاعله بالمدرجات وكان اللاعب رقم 1 لمنتخبه.
حيث ذكرنا بجماهير الأزرق أيام الجيل الذهبي والأحلى بشيلاته العجيبة، وكلنا إدراك أن الجمهور الكويتي يعشق الكرة بشكل «مو طبيعي» ويحب أن ينجح أي تظاهرة خليجية، ولكن ما حصل من بعضه وليس كله نظير الإساءة تجاه «الكاسر» ياسر القحطاني، لم تكن مناسبة ولا تدل على قيم وأصالة الكويتيين، وما اعتذار الشيخ أحمد الفهد نيابة عنه وعن الشعب الكويتي كاملاً على ذلك.
وقوله: إن قائد الأخضر ياسر ولدنا وتــــقديم أسفه واعتذاره الشخصي له، إلا دليل على أن ما يربطـــنا نحن إخواناً أجمعين أكبر من كرة القدم، فنرجو عدم تكرار ذلك، لأن الإساءة لا تعـــتبر له شخصياً وإنما للسعودية كافة، وهي محل احترام كبير جداً فــي قلوبنا مثل سائر الدول الأخرى، لأننا في هذا البلد نرحب بكم كإخـــوان دائماً وأبداً، أنتم أصحاب الدار ونحن الضيوف، وكلنا نعمل لإنجاح خليجي 21 بالمحبة والتعاون.