الإصبع السادس

واحد على تسعة!

ت + ت - الحجم الطبيعي

يبدو أن الأرقام الرياضية ستلاحقنا قضائياً بسبب تدخلنا في قوانينها، وتأليف قواعد جديدة في كل مرة نناقش فيها موضوعاً رياضياً، وفق أمزجتنا وأهوائنا ورغبات أقلامنا.. ولكن أجدني مضطراً هذه المرة.. ولعلها آخر مرة أقوم فيها بمناوشة الرقم تسعة! فمثلاً في الصين ينحني الصينيون أمام الإمبراطور تسع مرات، ويقال في إحدى رواياتهم القديمة إنه إذا وجد مسؤول في البلاط يرتدي زياً مطرزاً بتسعة تنانين، وجب إعدامه فوراً هو وعائلته!

بكل تأكيد نحن لا تهمنا التنانين التسعة ولا الزي المطرز! ولكن الذي قادني إلى هذا الطريق الرقمي الوعر، هو تداعيات شهر تسعة رياضياً، فالفريق الوحيد الذي ارتدى المعطف التاسع في نهاية شهر تسعة هو الأهلي، وجميع أهدافه في أول مباراتين كانت ضمن نطاق التسعين!! لينهي كوزمين شهر سبتمبر وهو متربعاً على عرش المركز الأول.

وإذا تحدثنا عن الزعيم فلا بد أن يضخ القلم حبره ليروي صفحاته عن عجائب الرقم تسعة، فالعين أنهى الشهر في المركز التاسع، ليدفعه هذا المركز للتعاقد مع مدرب الأهلي السابق الثعلب الإسباني كيكي فلوريس قبل أن يفتح أكتوبر أبوابه! أما الجزيرة فكان أحد ضحايا سبتمبر بعد أن لعب بتسعة لاعبين أمام الوصل! ولأول مرة هذا الموسم يجلس المشجع تحت بنج التشفير لمدة تسعين دقيقة!

عموماً كل هذه التفاصيل الكروية كانت مقبلات لما حدث في قاعة الاختبار باتحاد كرة القدم، التي شهدت حضور (تسعة) أشخاص جمعتهم مصادفة الشهر.. لخوض امتحان مقدم من الفيفا لوكلاء اللاعبين تتعلق باللوائح الدولية.. فكانت النتيجة متناغمة ومتجانسة مع سبتمبر، فالثمانية وقعوا في فخ الرسوب، وأما التاسع فنجا لأنه من حبايب الشهر!

والطريف أن الناجي الوحيد من هذه المقصلة الفيفاوية.. زميل مهنة هو الإعلامي محمد جاسم الذي خرج من معركة الأسئلة منتصراً ومنتشياً بقلمه الذي لم يخب ظنه أمام الجميع.. وبكل تأكيد هذه النجاح يحسب له.. ولكن دعوني أطرح تساؤلاً بريئاً هل هذا الانتصار يثير حفيظة بقية الوكلاء ويسبب لهم حرجاً كبيراً؟ وهل هذا الانتصار الإعلامي يفتح شهية بقية الإعلاميين في درب الوكلاء أم أنها كانت مجرد نزوة فردية؟

على أية حال هذه الاختبارات التي ينظمها «فيفا» بشكل دوري لوكلاء اللاعبين أشبه بامتحان (الأيلتس أو التوفل)، فإما أن تحرز النقاط المطلوبة لاستكمال الدراسات العليا، وإما أن تقتنع بمستواك المحلي وكفى!

أما آخر الأخبار التي وصلتني في شهر تسعة تلك التي تقول: إن أقدم وكيل أعمال لاعبين في الإمارات وليد الشامسي في طريقه لسحب ترخيصه كوكيل أعمال اللاعبين من الاتحاد الإماراتي، ليبحث عن ملاذ آخر يمارس دوره بحرية أكبر بعيداً عن القيود المحلية الموجودة على حد قوله.. وقد يسجل ترخيصه الجديد في عمان أو قطر!

الإصبع السادس:

أعانك الله يا محمد جاسم على بلاط الوكلاء.. ولحسن الحظ أن البلاط لا توجد فيه التنانين التسعة ولا الزي المطرز.. وإلا كانت النتيجة..!!

Email