بالأمس الأول كان يوم الأبيض الإماراتي والأحمر العماني وليس يوم الأزرق الكويتي والأخضر العراقي.

والذي كدرنا بصراحة ما رأيناه بأعيننا وسمعناه بآذاننا بعد تلك المباريات من الجماهير الغفيرة جدا من الطرفين المهزومين ونخص منها في البداية الكويتية التي حملت أعلام بلدها فوق السيارات والتي جاءت من كل أنحاء الكويت للرياض لمؤازرة منتخبها 22فتخيل تلك الأعداد الرهيبة رجعت بكارثة ومصيبة لا بهزيمة طبيعية ودموعها تساقطت أمام أعين الجميع .

ونقولها بكل أمانة وليس بالتقليل للمنتخب العماني الجميل حرام أن هذه الجماهير الرائعة بأهازيجها الرنانة الأنيقة ترجع زعلانه) .

وهذا شيء طبيعي بكرة القدم ولكن كما نعرف أن الكويتي لا يرضى بخروج منتخبه بهذه الصورة الباهتة جدا ( نعم تاريخ الأزرق تم تشويه سمعته ).

ولكن مثار استغرابنا هو العجب من بعض الإعلام الكويتي الذي عبر عن إحساسه بشكل غاضب جدا ولكن بدون وضع الحلول المنطقية ، وأنا اعتبرهم مفلسين نظير المقابل المادي لكلامهم البذيء والمسيء والمشين في حق الأزرق !! الا تعلمون أنكم تقتلون أزرقكم بألسنتكم!!

أما جمهور العراق الجميل الراقي (لا نريد أن نطلق عليه مسمى ) مراهقة جماهيرية تبحث عن النضج (فله منا ألف تحية والله يعطيه ألف عافية صراحة وبدون مجاملة هو جمهور عكس ذلك ويفتخر به الخليجيون.

والكل شاهد أمس تفاعله بالمدرجات وكان اللاعب رقم 1 لمنتخبه ، حيث ذكرنا بجماهير الأخضر أيام الجيل الذهبي والأحلى بشيلاته العجيبة.

وكلنا ادرك أن الجمهور العراقي يعشق الكرة بشكل مو طبيعي ويحب أن ينجح أي تظاهره خليجية.

ولكن ما حصل من بعض اعلامه وليس كله نظير الإساءة تجاه مدربه القدير حكيم شاكر لم تكن مناسبة ولا تدل على قيم وأصالة العراقيين ( فنرجو عدم تكرارها لان الإساءة لا تعتبر له شخصيا وإنما للعراق كافة وهى محل احترام كبير جدا في قلوبنا) ، والعكس صحيح لجماهير الابيض الاماراتية والاحمر العمانية الذى يعجز القلم عن وصف فنهم وتشجيعهم وتضحياتهم ووفائهم الى ارضهم قبل منتخبهم .

نقطة شديدة الوضوح

المحزن المبكي ما تناوله الجميع في البرامج التلفزيونية الرياضية ( الخاصة بخليجي 22 ) وبعض ضيوفها والذين للأسف اصبحوا مجانين الظهور، وفقدوا عقلهم وخلطوا بين الصواب والخطأ دون وعي، وتعاملوا مع الأحداث بتوتر غير مبالين بمن يشاهدهم من صغار قبل الكبار ( فتجلي لنا في كلامهم الشتم لأشخاص لمجرد الهزيمة رغم انهم كانوا المادحين أثناء الفوز ! )

والمفاجآت الأخرى بتصرفاتهم التي لاتخطر على البال ، وكأنهم أطفال مراهقون فخسروا جماهيرهم ومشاهديهم بسببها.

كلنا أمل في وقف تلك الأمراض الدخيلة والاستغناء عن تلك العقول العقيمة والذين لا تعرف معنى وهدف بطولات الخليج التي تقرب ولا تفرق واستبدالها بعقول مفيدة .

خاص وسري

ميزة تلك البطولات أنها كشفت لنا من خلال برامجها الإعلامية (شخصيات ضيوفها على حقيقتها !! ) .