عندما فاز شيراك بالفترة الرئاسية الثانية لفرنسا، كتب الأستاذ جهاد الخازن، رئيس تحرير جريدة الحياة، يومها عنواناً رئيساً (مانشت) في الأولى: »لا جديد.. إنه شيراك«، إشارة إلى أنه لا منافس للرئيس، ولم يكن ذلك مفاجأة، كذلك نقول: »لا جديد.. إنه الفهد«، ففي دورات الخليج منذ الدورة ‬11 بالدوحة ‬2991م، كان أول ظهور للشيخ أحمد الفهد بعد والده الشيخ فهد الأحمد الصباح، وهذا الشبل من ذاك الأسد، وعلى الدرب أحمد الفهد سار!

ولم يحضر هذه المرة الشيخ أحمد الفهد بالرياض خلال خليجي ‬22 سوى »سويعات« في حفل الافتتاح، وما زال حضوره وجلوسه وكرسيه لغزاً محيراً يحاول المراقبين فك شفرته، هل كان الفهد »زعلان«؟ ولماذا جلس الفهد في كرسي على حافة الخط الأمامي، وهو الأمر الذي يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك مقدرة هذه الشخصية على أن تلفت الأنظار، سواء لمؤيديه أو لمعارضيه، فليس في موقع جلوسه أهمية للمتلقي، ولكن التفسيرات والتأويلات التي تحوم حول الفهد، وكل صغيرة وكبيرة يقولها، تتحول إلى محاور أساسية في النقاش والتحليل!

هكذا هو الفهد منذ عرفناه، لا تخلو تصريحاته من الفلسفة والإثارة، وتحمل في طياتها رسائل، وأذكر تماماً سلسلة التصريحات التي أطلقها الفهد في خليجي ‬12 بالبحرين التي أثارت حفيظة الإعلام الرياضي الخليجي، فيما بقيت الشخصيات في صمت، إلا القليل منهم، برغم التصريحات النارية للفهد في المنامة التي شغلت البطولة أكثر من مبارياتها، بل تحولت مادة دسمة لوسائل الإعلام الخليجي!

وفي كل الأحوال، يتفق أو يختلف البعض حول تصريحات الفهد، إلا أنه تبقى التصاريح التي يطلقها الفهد محل اهتمام كبير لوسائل الإعلام، وإذا كنا نختلف في تصريحه الأخير حول »الاتحاد السعودي«، فإن الفهد نجح في أن يعيد الاعتبار للمحطب، بغض النظر عن خطأ الأخير من عدمه!

كما نجح الفهد في أن يحول الضغط النفسي والإعلامي على اتحاد الكرة الكويتي إلى قضية ثانوية، تناولتها الصحف والقنوات بشكل مكثف، ومن ثم خفف عن رئيس اتحاد الكرة الكويتي شقيقه الشيخ طلال الفهد الذي وضعه الكثيرون تحت السكين!

والفهد هو الشخصية التي تكاد تكون الوحيدة الباقية، والتي ما زالت تعيد دورات الخليج إلى عباءة الشيوخ، عندما كانت دورات الخليج تسمى بدورات الشيوخ، وما زال الفهد يرتدي هذا الجلباب، في الوقت الذي تحولت فيه الدورة إلى دورة إعلاميين، تستعرض فيها القنوات الفضائية عضلاتها بطريقة فيها من البحبوحة الشيء الكثير.

نختلف أو نتفق مع الشيخ أحمد الفهد، ولكن يبقى إحدى أبرز الشخصيات المؤثرة في المشهد الكروي الخليجي والآسيوي، وما زال يمسك بخيوط اللعبة الكروية!

كأس الخليج تغرق!

أكتب هذه المقالة والرياض مدينة الخير تشهد أمطاراً غزيرة قبيل انطلاق مباراتي قبل النهائي: الأولى بين منتخبنا الوطني مع منتخب قطر، والثانية بين منتخبي السعودية والإمارات، في نصف النهائي بخليجي ‬22، وكل التوقعات تختلف من هذا إلى ذاك!

وأتوقع أن يغسل المطر الغزير معظم التوقعات والتكهنات، فتنتهي المباريات وتغرق التكهنات.