بين الانهيار والاستهتار الكروي فارق زمني لا يتعدى (48 ساعة).. في المشهد الأول وصف الإعلاميون الفوز الساحق الذي حققه المنتخب الوطني على الكويت بخماسية بانهيار للكرة الكويتية.. وفي المشهد الثاني ذهب المحللون والإعلاميون إلى وصف خسارة المنتخب الوطني العماني بالاستهتار الذي أصاب أصحاب القمصان الحمراء!!
في الأولى وأنا هنا أنقل المشهد كما هو وبتجرد كامل.. فالخسارة الثقيلة لمنتخب الكويت لاقت هجوما عنيفا وقاسيا من الإعلام والمتابعين بالكويت.. وهذا أمر متوقع، ولكنه ليس بالطبيعي.. ورغم كل الإسقاطات الإعلامية من بعض الإعلام الخليجي.. إلا أن الإعلام الرياضي العماني تعامل مع الفوز العريض بتوازن رائع.. ولم يذهب بعيدا كما ذهب الآخرون بوصف الخماسية التي حملت تجليات الماضي والحاضر ولم تخل من كشف حساب للبعض!
ومع الخماسية العمانية التي اعتصرت ألم الشارع الكويتي خرجت ردود فعل عنيفة لإسقاط رئيس وأعضاء الاتحاد الكروي الكويتي وفي مقدمتهم المدرب فييرا.. وتحولت الخماسية إلى قضية قومية!
في المقابل هذه الخماسية رفعت من أسهم المنتخب الوطني العماني وعززت إمكانيات الفريق الذي حقق فوزا تاريخيا.. وهو الأول من نوعه من مشاركات المنتخب في عام 1974.. واعتبر رداً للدين.. وفنياً وصف المنتخب الوطني بكل الأوصاف.. فالفوز جميل ورائع ولكن (النفخ الإعلامي) الذي مارسه البعض سواء بواقعية أو بمبالغة صب في خانة التأثير السلبي على الفريق.. وهو ما شاهدنا تأثيره في اللقاء أمام منتخب قطر!
مع وضع الاعتبار للمستوى الفني المميز الذي قدمه المنتخب الوطني العماني في هذه الدورة، وكذلك النتائج التي سجلها الفريق خاصة كسره لعقدة الفوز في دورات الخليج منذ خليجي 19 بمسقط 2009.. فلم يحقق المنتخب الوطني أي فوز يذكر في دورتين متتاليتين باليمن والبحرين، وكان يخرج من الدور الأول.. والفوز على منتخب الكويت هو أول حالة فوز خليجية للمنتخب منذ التتويج بالبطولة.
الفوز الخماسي للمنتخب أثر على الجميع بحالة نفسية جعلت المنتخب يعتبر مباراة المنتخب مع قطر (محطة منتهية) وكانت النظرة موجهة للمباراة النهائية، وهو الأمر الذي أثر على المنتخب الوطني في مواجهة قطر التي تغلب فيها الجانب النفسي على الجانب الفني.. لذلك تعرض المنتخب لخسارة ثلاثية وخسر مكسبه التاريخي الكويتي.
في المشهد الثاني الذي وصف فيه المنتخب بالاستهتار في تقييم المواجهة الكروية القطرية.. تنازل عن الفوز الذي كان في يده خاصة مع تقدم المنتخب بهدف السبق، ووقع في أخطاء قبل وخلال المباراة وفقد التركيز داخل المباراة، خاصة مع الأخطاء التي ارتكبها اللاعبون في الخلف وفي الأمام!!
وبعد هذين المشهدين بين الانهيار الكويتي والاستهتار أمام قطر نتمنى بأن تكون مباراة تحديد المركز الثالث مع منتخب الإمارات مباراة لتأصيل تطور المنتخب الوطني في خليجي 22 بالرياض.