الكثيرون اعتبروا ما حدث من انتكاسة للكرة العربية والخليجية في كأس آسيا ٢٠١١ التي جرت بالدوحة هو سقوط لكرة غرب القارة الصفراء.. وتفوق واضح للكتلة الكروية الشرقية..

وفتح ذلك التراجع الكروي الملفات الساخنة حول التراجع الكروي الذي بلغ مرحلة الانهيار بعد أن خرجت معظم المنتخبات الخليجية والعربية من الدور الاول.. وودعت ما تبقى منها البطولة في دورها الثاني.. وتتحول بعدها الى متفرج في مدرجات البطولة..!!

مضى من يومها أربعة أعوام كاملة.. وبعد ذلك السجال حول الحال التي وصلت إليه الكرة في منطقتنا.. ورغم الطرح الاعلامي الشفاف حول قضايا الكرة الخليجية والعربية وأسباب تراجعها..

والتي وضعت على طاولة التشريح كنا نعتقد بأننا سنكون أفضل حالاً في كأس آسيا ٢٠١٥ على اعتبار أننا سنقوم وسنتدارك الأخطاء حتى نضع كرتنا في غرب آسيا في منطقة أفضل.. إلا أن المؤشرات الأولية لظهور ٣ منتخبات خليجية لم تكن مبشرة بتغيير حقيقي..!!

ففي اليومين الاولين من كأس آسيا وقعت ٣ منتخبات خليجية صيدا في شباك منتخبات شرق القارة.. فمني المنتخب الكويتي وهو بطل للبطولة في عام ١٩٨٠ بخسارة ثقيلة أمام المنتخب الأسترالي الذي لم يحقق البطولة في تاريخة.. رغم أننا لا نختلف بأنه ضيف ثقيل على القارة والله يسامح اللي كان السبب..

وخسر منتخب السعودية صاحب (٣ ألقاب) من منتخب الصين الذي لم يسبق له أن حقق البطولة.. وخسر منتخبنا العماني امام كوريا الجنوبية.. لتكون محصلة منتخباتنا الخليجية (صفراً) حتى هذه اللحظة.. إلا انه مؤشر سلبي للحضور الكروي الخليجي التي كانت تسيطر على البطولة في عقود مضت..!!

فيما نترقب اليوم ظهور منتخبات خليجية في اليوم الثالث للبطولة بصورة أفضل وإيجابية أكبر فالمنتخب البحريني يواجه ايران في تصور معظم المتابعين بأن الكفة تميل للمنتخب الايراني مقارنة بالظروف والخبرة والتجربة التي يمر بها المنتخب البحريني..

فيما تجمع المواجهة الثانية منتخبين خليجيين هما قطر والامارات واللذان يراهن عليهما الكثيرون بأنهما يمكن أن يقوما بدور إيجابي أكبر في البطولة القارية التي تحولنا فيها من منافسين وصناع للحدث الى مستهلكين ونسجل حضورا وانصرافا لا أكثر..!!

وفي الوقت الذي تتدحرج فيه منتخباتنا الكروية على قارعة طريق آسيا تتصاعد طبول الحرب الانتخابية الدولية.. ويتطاير دخانها في أروقة الاتحاد الآسيوي الذي يصفه البعض بأنه بيت جدرانه متهالكة من قصص الانتخابات التي مرت عليه.. وبات المشهد الانتخابي الدولي والترتيب لانتخابات القارة الصفراء يشغل اتحاداتنا الكروية أكثر من التمثيل الكروي المشرف في بطولة قارية كنا نمني النفس بأن تكون أفضل من سابقتها..!!

وعلى ما يبدو بأن السيطرة الكروية لغرب آسيا ستبقى طويلاً في ظل المسير البطئ لكرتنا في غرب القارة.. فلم نستوعب للآن بأننا نمارس دوري محترفين على ورق.. ونتاجا كرويا ضعيفا.. في ظل وجود منظومة كروية متهالكة تحتاج لان تستفيق من سباتها العميق والعمل على أرض صلبة ترتقي بكرتنا المتأخرة فكراً وعملاً وميدانيا..!

يقول الفلاسفة بأن الموضوعية في الحكم على الأشخاص هي أن تنظر إلى الشخص بشكل كلي، مع القدرة على الفصل السلس بين العناصر الحرجة المكوّنة لشخصيته، ثم التجرد تجاه كل عنصرٍ لذلك نتمنى بأن نعيد التقييم بموضوعية في الأيام القادمة من كأس آسيا ٢٠١٥ لعل وعسى نكون مخطئين في تقديراتنا..!!