في الوقت الذي تأهل فيه المنتخب الاماراتي للدور الثاني رغم خسارته أمام منتخب إيران بهدف يتيم جاء في اللحظات القاتلة والأخيرة في مباراة من العيار الثقيل، كان هناك ردة فعل قوية من الوفد الإماراتي من رئيس الاتحاد الذي قال: ( من الخطأ تعيين الحكم الياباني لأننا لسنا في كأس الخليج)، وكذلك تصريح مدرب المنتخب الإماراتي الذي اعتبر الحكم الياباني جزءاً من الخسارة..!!

ما أريد ان اخرج به هو ليس انتقاد التحكيم بلسان حال الاتحاد الإماراتي ولكن تفوق سقف الطموح الإماراتي الذي ينظر الى مباراته مع إيران محطة لتجاوز الدور الثاني والابتعاد عن مقابلة منتخب اليابان، وربما المستوى الذي ظهر به الأبيض الإماراتي يجعلنا نرفع له قبعة الاحترام بعد اداء راقٍ وكبير لمنتخب خليجي يحمل الآن لواء الكرة الخليجية بعد خروج منتخباتنا الخليجية بالتقاطر..!!

وهو دليل واضح بأن منتخب الإمارات الذي بني وأعد على استراتيجية واضحة المعالم منذ أيام رئيس الاتحاد الإماراتي السابق خلفان الرميثي ويكمل تنفيذ الاستراتيجية الناجحة الرئيس الحالي يوسف السركال الذي احترم الرؤية الكروية لمن سبقه وذلك من أجل تحقيق النجاح للكرة الإماراتية ولم يلغِ ما وضعه السابقون بل كمل عليه وأضاف وها هم يذهبون بعيداً.

أما الوضع الكروي عندنا ينطبق عليه الحال الذي يقول (كلما جاءت أمة لعنت اختها)، فبعد انتخابات 2008 للمجلس الجديد للاتحاد العماني قدمت رؤية جدارية جديدة، وتم إلغاء مشروع (المنتخب الرديف) الذي كان يتماشى ويتناغم من منتخب الجيل الذهبي، وبعد كم شهر تم إقالة مدرب المنتخب كالديرون الذي لم تمنحه الإدارة الجديدة فرصة حقيقية لاختياره فقط لأنه كان من بقايا المجلس السابق، لذلك نحن لا نفهم أسرار وخبايا كرة القدم التي يفهمها الاتحاد..!!

لأننا لا نفهم أسرار كرة القدم لذلك نسأل ماذا حقق لوجوين المدرب (العظيم) الذي يتمسك به رئيس الاتحاد العماني لكرة القدم بهذه القوة منذ التعاقد معه، قرابة اربع سنوات مضاها هذا المدرب مع المنتخب وحتى هذه اللحظة لم يعرف أين تكمن مشكلة المنتخب العماني، فإذا كنت لا تدري فهذه مصيبة، وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم..؟!

لوجوين فشل في قيادة منتخبنا لأي إنجاز حقيقي ملموس على أرض الواقع، فشل فشلاً ذريعاً أن يعيد منتخبنا إلى واجهة كأس الخليج التي فاز بها المنتخب في عام 2009، ولوجوين الذي لا يملك سقفاً عالياً في الطموح، فشل في بطولتين خليجيتين بالبحرين خرجنا في الأولى مبكرا ومن الباب الخلفي، وفي الثانية بالرياض خرجنا بعد فوز وحيد على منتخب الكويت الذي تحول في غمضة عين الى إنجاز تاريخي وهو أمر طبيعي للذين لا يعرفون يحققون الإنجازات ويصنعون من الوهم إنجازاً، ولكنهم سرعان ما يسقطهم الواقع في وحل الحقيقة..!!

وهكذا أيضاً فشل لوجوين على المستوى الآسيوي فقد غاب منتخبنا نهائياً في المشهد الآسيوي 2011، وغيبه لوجوين في كأس آسيا بأستراليا 2015، فخرجنا بخفي حنين نجر اذيال الهزيمة، فيما سيحول الفاشلون الفوز على الكويت إنجازاً آسيوياً يسجل في التاريخ لأنهم يحاولون الهروب من الفشل الذريع الذي ظهر به المنتخب في استراليا..!!

ومع توالي فشل لوجوين في ان يثبت بأنه مدرب يحمل هدفاً واحداً، تجد بأن رئيس الاتحاد الذي يقف على قمة الهرم الكروي أكثر واحد يدافع عن إخفاقات لا تحتاج الى توصيف وتوضيح، الا للذي لا يفهم معاناة الجماهير ومعاناة شعب يحب أن يرى منتخبه منافساً حقيقياً وليس ببطولات وهمية من وحي الأشباح، والعذر هو بأننا لا نعرف بل ونجهل خبايا وأسرار كرة القدم..أعاننا الله..!!

إن الفشل الكروي والتراجع الذي تعيشه الكرة العمانية سببهما الرئيسي أنكم تجهلون الحلول التي أوصلتنا إلى أن نتصدر المشهد الخليجي في ثلاث بطولات خليجية، والعمل الحقيقي الذي جعل منتخبنا منافساً قوياً لمنتخبات قطر والإمارات والسعودية التي تملك أفضل وأقوى دوريات كروية، فقد تفوقنا على هذا التفوق عندما كنا نملك فكراً كروياً وعملاً جاداً، وفشلنا في ذلك عندما أصبحت الشعارات الزائفة الخاوية من أي فكر حقيقي، و«سلملي» على الصناعة المزدهرة..!!