كان منتخب النشامى الأردني هو آخر منتخب عربي خرج من كأس آسيا من مشهد الخروج الحزين من الباب الخلفي الضيق أو من بوابة الدور الأول.. «وكأنك يا بو زيد ما غزيت»، فقد ذهبت أحلام سبعة من منتخباتنا الخليجية والعربية أدراج الرياح.. وذهبت معها كل الأمنيات التي كنا نرسمها في خارطة الكرة العربية..
والتي كنا نمني النفس بأن تذهب منتخباتنا بعيداً خاصة أنها كانت تمثل النسبة الكبرى في عدد المنتخبات المتأهلة للنهائيات (9 منتخبات عربية مقابل 7 منتخبات غير عربية).. ولكن على ما يبدو ليس بالضرورة أن تغلب الكثرة الشجاعة..!!
منتخب النشامى في كأس آسيا 2011 بالدوحة كان مختلفاً كلياً وبلغ للدور ربع النهائي، وكذلك حقق نفس التفوق في كأس آسيا 2004.. فيما تراجع تراجعاً غريباً في كأس آسيا الحالية 2015 وودع مع أشقائه المنتخبات العربية من الباب الضيق رغم أن معظم لاعبيه محترفون في الدوريات الخليجية.. فبعد أن كان منتخب النشامى لا يشق له غبار.. ودع هذه المرة مبكراً وبدون أن يقدم مستوى يشفع للسمعة الكروية التي حققها في العقد الأخير للكرة الأردنية..!!
مازالت الجماهير تتذكر منتخب النشامى عندما واجه منتخب اليابان في كأس آسيا وفرض سيطرته بالتعادل بالوقتين الأصلي والإضافي وخسر فقط بركلات الترجيح في الدور ربع النهائي بعد أن تأهل النشامى من مجموعة ضمت كوريا الجنوبية والإمارات والاردن ويومها لم يكن للمنتخب الاردني لاعبون محترفون ومع ذلك تفوقوا على أنفسهم وذهبوا بعيداً في منافسات القارة.. وتكرر مشهد تفوق النشامى في كأس آسيا 2011 عندما قدموا أجمل العروض الكروية..!!
واليوم نشهد تراجعاً غريباً بل مخيفاً لمنتخب النشامى في كأس آسيا 2015 بأستراليا، وكأن هناك خللاً ما يصيب كرة النشامى وكأنها أصيبت بفيروس الإخفاق الكروي العربي الذي اخترق منظومة المنتخبات العربية فخرجت منتخبات السعودية وقطر والكويت وعمان والبحرين ومعها فلسطين والآن الاْردن..!
ما يتبقى في خيوط الآمال العربية منتخبان عربيان هما الأبيض الإماراتي الذي سيواجه منتخب اليابان في لقاء عاصف ومنتخب العراق أسود الرافدين الذي سيواجه منتخب إيران في لقاء أيضاً يعتبر صعباً..
وما نتمناه بأن يسير منتخبا الإمارات والعراق لتجاوز مرحلة الدور الثاني وتشريف الكرة العربية التي تعاني الأمرين في منافسات القارة الآسيوية وهو مؤشر غير مبشر للمنافسات القادمة في تصفيات كأس العالم المؤهلة لمونديال روسيا 2018..!!
وإذا كانت الكرة العربية تعاني العديد من الأمراض والسلبيات والأخطاء والتي جعلتها تقف موقف المتفرج في كأس آسيا حتى الآن.. فإن الحلول لا بد أن تكون واقعية والعلاج لا بد أن يكون سريعاً لاستئصال الخلل الذي جعلنا نتحول إلى كرة بائسة..
ولذلك نحتاج إلى وقفة سريعة لمراجعة أخطائنا في التخطيط والإدارة، وأن نستفيد من الآخرين الذين تفوقوا علينا لكي نعيد للكرة العربية رونقها الحقيقي وتعود الكرة العربية لوضعها الصحيح.. فهل من تحرك ينقذ الكرة العربية من الغرق..؟!