لم تنجح أستراليا فقط في تنظيم كأس آسيا 2015 بل حققت كأس البطولة بعد ثلاث مشاركات فقط، لتتوج بطلاً بعد فوزها على منتخب كوريا الجنوبية في نهائي مثير.. ليقف منتخب أستراليا في قمة الكرة الآسيوية، وهي الدولة التي لا تعتبر كرة القدم فيها اللعبة الشعبية الأولى.. فيما تتقدم الكريكت عن كرة القدم في أستراليا، ومع ذلك نجحت في التنظيم إدارياً وجماهيرياً، وتوج بفوز منتخبها فنياً!

ربما لا تكون شعبية اللعبة وجماهيريتها في أستراليا معياراً رئيسياً في تحقيق البطولة، والتفوق على منتخبات القارة الأصلية، وخاصة أن بالبطولة شاركت منتخبات من العيار الثقيل في مقدمتهم كوريا الجنوبية واليابان وإيران.. إلا أن منتخب أستراليا الذي ينظم البطولة لأول مرة نجح في تحقيق معادلة التفوق التي عجزت عن تحقيقها منتخبات القارة الأخرى!

انتهت كأس آسيا.. ولكن ستبقى الكثير من الملفات الكروية الساخنة مفتوحة على صفيح القارة، منها استمرار منتخب أستراليا من عدمه في المنافسات الآسيوية، بعد أن بدأت الاتحادات العربية العمل على إبعاد الكنغر من القارة.. وهو أمر برز بقوة في الآونة الأخيرة.. وزادت حدتها مع التفوق والسيطرة الأسترالية على بطولة المنتخبات والأندية!

وستبقى ملفات المنتخبات الخليجية والعربية ساخنة بعد المشهد المحزن لخروج للكرة الخليجية العربية.. وفشلها في الاختبار الآسيوي وسقوطها في مستنقع الإخفاق الكروي بسبب قصور كبير تعيشه المنظومة الكروية العربية والخليجية باستثناءات بسيطة لبعض قليل من المنتخبات (الإمارات والعراق).

ويفرض علينا هذا المشهد الآسيوي، أن نراجع منظومة الاحتراف التي أكدت الحقائق والوقائع والنتائج أنه (احتراف على ورق).. وليس احترافاً حقيقياً، وعلينا أن نكون أكثر واقعيين في إعادة تنظيم هذا المشروع الذي يأخذ من الموارد المالية الكثير دون أن يقدم الناتج الفعلي.. كما أن مشروع الاحتراف الذي ننفذه خليجياً وعربياً مختلف كلياً عن الاحتراف الذي ينفذ في شرق القارة الآسيوية!

كأس آسيا تقول لمنتخباتنا الخليجية والعربية، إنكم تحتاجون لإعادة تأهيل فعلي وحقيقي، لتكونوا على قدر المنتخبات المنافسة.. خاصة وأن منتخبات شرق آسيا، أكدت تفوقها وعلو كعبها في السنوات الماضية الأخيرة، بل أصبح من الصعب مجاراتها بسبب الفرق الشاسع في العمل الكروي المنظم.. في المقابل مازالت العشوائية تسيطر على كرتنا العربية والخليجية.. وبالتالي نحتاج إلى تطبيق «السيستم» حتى ننجح.