في الساعات الأولى من تفاقم قضية حجب الثقة بين أندية الحجب والاتحاد العماني تدخلت وزارة الشؤون الرياضية في التوقيت المناسب لإخماد فتيل القضية التي كانت تسير نحو نفق مظلم مع تمسك الأندية بحق الحجب، قابله تصعيد خطير من اتحاد الكرة في قرار تعسفي وصفه الكثيرون بأنه تعسف في استخدام القانون..!!

كان صوت المنطق والعقل حاضراً في هذه اللحظة لاحتواء الأزمة، فكان معالي الوزير الشاب أمام الموجة الكروية الهائجة الذي نجح بكل امتياز أن يطوق ويحتضن كل الأطراف وخلال ساعات نجح أن يخمد نيران القضية التي كانت يمكن أن تجرنا لدهاليز ضيقة وسوداء..!

هذا التدخل في حل الأزمة الكروية يحسب لوزارة الشؤون الرياضية التي نجحت بكل اقتدار أن تدير الأزمة إلى بر الأمان بعد أن اشتعل الموقف في الاجتماع الذي يسمى بالتشاوري والذي لم يظهر منه أي تشاور حقيقي..

بل العكس تماما ما حدث فيه فكل طرف تمسك بموقفه..اتحاد الكرة تمسك بالانحناء للفيفا الذي يلجأ له كلما ضيق عليه الخناق لإنقاذه..والأندية أصرت على موقفها في المضي قدما بحجب الثقة..وكل طرف استخدم القانون وطوعه حسب رغباته وتوجهاته..!

اتحاد الكرة اعتبر الطلب الثاني لأندية الحجب نوعاً من الخروج عن النظام والالتزام بالقوانين وكأن ممارسة القانون لا يمكن ان يتم الا بالطرق التي يرغب فيها..لذلك اعلن عن قرار تعليق عضوية الأندية التي طالبت بتجديد حجب الثقة وأمهلها يومين لسحب طلباتها وإلا فإنه سينفذ التعليق..

وهو القرار الذي يراه الكثيرون بأنه ليس من حق أو في يد اتحاد الكرة الذي لا يحق له ممارسة مثل هذه القرارات التي كان مبتغاها ترهيب الأندية بعصا غليظة وهو ما كان سيجر الأزمة إلى تداعيات خطيرة لولا تدخل صوت العقل والحكمة الرياضية الذي حققت له الأندية الطلب نزولا عند رغبة وزير الرياضة وكان هذا تقديرا كبيرا للوزارة التي تنضوي تحت لوائها الأندية الرياضية.

ورغم معرفة الأندية لعدم وجود نص قانوني واضح وصريح في النظام الأساسي لاتحاد الكرة بتعليق نشاط الأندية..إلا إنها قدرت واحترمت تدخل الوزير الذي وضع يده على المشكلة في اللحظة المهمة..فقررت الأندية سحب طلبها بحجب الثقة لاحتواء الأزمة مع يقينها بأنها تملك كل الحق في النظام الذي يؤهلها لممارسة دورها الحقيقي في تقويم الاعوجاج الذي تتعرض له كرة القدم العمانية في الفترة الأخيرة.

ورفع اتحاد الكرة قرار التعليق عن الأندية لأنه أيضا كان هناك طلب من الوزير بعدم التصعيد في قضية أندية الحجب مع بقاء الحق لكل الأطراف لممارسة حقها القانوني في ممارسة الديموقراطية الكروية دون اللجوء إلى تهديدات بقرارات يمكن أن توصف بأنها بعيدة كل البعد عن المنطق والعقل..!!

وبعد هدوء العاصفة بسبب التدخل الذي قامت به وزارة الشؤون الرياضية.. وهو الهدوء الذي مازال يضع علامات استفهام كبيرة..حول الموقف الأخير الذي اتخذته أندية الحجب وموقف اتحاد الكرة وتدخل فيفا للحفاظ على مصير الاتحاد..تطرح أسئلة كثيرة كفيلة أن تجيب عنها الأيام المقبلة التي يتوقع أن يبقى كل طرف متربصا بالآخر..!!