كانت أمسية رائعة بين الهلال السعودي والأهلي الإماراتي في إثارتها الفنية والبدنية والجماهيرية، ولم يعكر صفوها سوى الحكم الأوزباكي فالنتين كوفالينكو ورفاقه المساعدون، الذين أكدوا على أن التحكيم الآسيوي يحتاج إلى وقفة عاجلة جداً، فالأخطاء كانت فادحة على الطرفين، وهي أخطاء واضحة لا يمكن تبريرها أبداً، وترسم معالم مقلقة للتنافس الكروي بالقارة.

كان نجم المباراة الروماني كوزمين، بتكتيكه الإيطالي الصلب والمنظم دفاعياً، يعطي دروساً حقيقية للتعامل مع مباريات الذهاب، فقد أغلق ولاعبوه المنافذ بدقة متناهية، رغم الحصار الهلالي الذي أفلح بالتسجيل من قذيفة البرازيلي الميدا، ونجاح التكتيك، هو الأمر اللافت جداً لي، حيث كان نجوم الأهلي نجوماً محترفين، عبر التطبيق المحكم لخطة كوزمين..

في الجانب الآخر، كان الهلال بقيادة اليوناني دونيس، أكثر حركة وأكثر أخطاء بالتمرير، ولم يستطع أن يضبط تركيز لاعبيه المجتهدين، راسماً الفشل الفني حتى عندما أخرج المدافعين جحفلي والبريك، فشل في كسر طوق الأهلي، إلا بقذيفة الميدا.

كانت بحق مباراة مدربين، نجح كوزمين بكسبها بجدارة تامة، وأعطى فريقه الأمان المؤقت للوصول لنهائي القارة، والأهم أنه احترم خصمه جيداً، لذلك كان نجم المباراة.

تحية أيضاً لنجوم الأهلي جميعاً، دون استثناء، فقد كانوا محترفين بكل معنى الكلمة، واستطاعوا إخماد ستين ألف متفرج بروح عالية جداً.

ركلة حرة

أجمل ما أسعدني شخصياً في تلك الأمسية الرائعة، تلك الحالة الحميمية التي شهدتها مدرجات الجوهرة بين جماهير الكبيرين الهلال و الأهلي، وعندما شاهدت علم الإمارات الغالي يرفرف على أكف شباب السعودية إيقنت أن العلاقة بين البلدين أكبر من مساحة كل ملاعب الدنيا وكل البطولات، ما بين الكبيرين مودة ورحمة وأخوة، لا يضاهيها إي شيء أخر.