جميل أن تكون لغة القانون حاضرة في التعاطي مع قضية احتجاج نادي الهلال السعودي ضد مشاركة اللاعب أسامة السعيدي لاعب نادي الأهلي الإماراتي، فقد جاء الخطاب الرسمي مثالياً ويحمل أجمل درجات السمو التنافسي، ومغلفاً بنبرات الثقة النظامية بعيداً عن أي لغة اخرى كنت أخشاها لاسيما وأن مثل تلك القضايا علمتنا أنها وقود البعض لتجييش الشارع الرياضي ومحاولة زرع الفتنة داخله.

نحتاج لمثل تلك القضايا لتكون نبراساً لمزيد من الاحترافية القانونية، والتميز النظامي ونحتاج أكثر لتنوير الشارع الرياضي بأهمية ذلك فمن حق الهلاليين الاحتجاج، والاستئناف والذهاب لمحكمة الكاس ومن أبسط حقوق الأهلي التمسك بالنظام وصد الموقف بحجج نظامية والقرار في الأخير بيد النظام ولا غيره وإن دخلنا بدوامة التشكيك فهذا يعني أننا وحدنا الشرفاء وباقي العالم فاسدون..!!

الفوز عن طريق المكاتب، هو انتصار للأنظمة كما هو الفوز بالملاعب الذي يعني انتصاراً للقوة الفنية والأهلي حقق الأمرين وما زال الهلال يطارده بالاستئناف.

مثل تلك القضايا تجعل الاتحاد الآسيوي أيضا يفكر كثيرا بظروف حدوثها والعمل على إعطاء مساحات زمنية لها لتجد الحل النهائي سعيا لإعطاء الحق لصاحبه ومن المميز أن يكون قرار لجنة الانضباط جاء بشكل سريع نظرا لقرب موعد مباراة ذهاب النهائي الآسيوي، ومن المهم الأخذ بحسابات الاستئناف حتى لا يدخل الآسيوي بجدلية زمنية وإعدادية قد تلخبط أحد اكبر مسابقاته القارية فالأمر ربما يتكرر مستقبلا تحت أي ظرف.

في السباق الإعلامي اكتشفنا عاهات قانونية تتكلم فقط من اجل الحضور والكلام، واكتشفنا أيضا قانونيين محترمين يتكلمون بدقة عالية دون تحيز لأحد الفريقين فيما كانت التغطيات الأخرى للقضية تسير على العادة صراخ هنا وهدوء هناك وتشكيك هنا وتلميح هناك وهكذا..!!

الجميل أن نتعلم من الرقي الذي صاغه الأهلي والهلال والروعة الإعلامية التي لم تخرج سنتيمتراً واحداً عن مبادئ التنافس، وهذا ما يجب أن يتعلمه الجميع، لأن الكرة تنافس والنظام على الجميع ومن يرى نفسه فقط شريفاً عفيفاً فيما الآخرون فاسدون فهو عديم الثقة ويفتقد لأبسط مبادئ العدالة الإنسانية.

الهلال يترقب الآن الاستئناف، وإن فاز فقد فاز النظام وليس الهلال وكذلك الأمر للأهلي الإماراتي.

فقط علينا أن نلعب كرة قدم ونترك للقانونيين بالإدارتين مهمة أخذ الحقوق فهو السبيل لتطورنا بدلاً من أن نلعب خارج الملعب الذي دمر مسيرتنا وأرهق استقرارنا.